تساؤلات قد تكون خيالية أو سابقة لأوانها .. ولكنها قد تكون حقيقية في يوم ما
بل أنكِ قد تعيشيها الآن؟
مشكلة الكثير منا أننا لا نستفيد من ( المَاض ِ) وحتى الفرص الثانية ونحقق
ما نصبوا له ونحلم به .. رغم ان هذا الحلم الذي بين أيدينا لم تتغير ..
أو تتبدل مشاعره نحونا ولم تخبو نار أشواقه لنا وكأنه مازال ينتظرنا يمد الينا يديه
ينتظر كلمة منا؟
ومع ذلك نتردد في اتخاذ قرار حاسم يريحُ قلوبنا نحجمُ عن المبادرة وهي بين أيدينا
نكابر أنفسنا ونزيد من ألمها .. نفكر كثيراً ونخشى من ردود فعل أشخاص
لا يشعرون بعمق ما نشعر بهِ .. لا يحسُّونَ بما نحسه .. بل لا يعانون ما نعانيهِ
من ألم ومُكَابَدَة جراء تلك المشاعر والأحاسيس ..
التي تقلب حياتنا رأساً على عقب في اليوم ألف مرة .. نتيجة التفكير المستمر
والقلق الدائم .. واللخبطة التي نحن فيها والإحراج الذي تشكله لنا مع من هم حولنا
كل هذا بسبب هذا ( المَاض ِ) الذي عادَ لحياتنا كَضَيف زائر ..
وإذا به يُقيم كساكن دائم؟
أما اجراءات الاقامة الرسمية رغم أهميتها بالنسبة لنا ..
فما زلنا مترددين في استكمالها .. رغماً عنَّا احياناً .. أو ربما دون سبب واضح
والوقت يمضي وليس في صالح احد؟
فيا الله تـُرى هل يمكن ان تنسي ( المَاض ِ) بسهولة .. ان يمر دون ان يكون له
تاريخ ميلاد .. ان يُغادر دون ان يأخذ تأشيرة رجوع مرة أخرى!!
قد يكون ذلك سهلاً لو كان شيئاً عابراً وقتياً لا يعني لكِ شيئاً ولكن هل تستطيعي انتِ
بعد ان تعودتي على ذلك ( المَاض ِ) الجميل في حياتكِ
والذِي هوَ بمثابة وردة ياسمين قدمت لكِ من انسان يعرف معنى ( المَاضِ ) الحقيقي!
إنسان يقدر قيمة الجمال؟
هل تستطيعي ان تنسي هذه الوردة بسهولة .. ان تغيب عنكِ رائحة عطرها المتميز!
هذا وهي وردة .. فمابَالُكِ لو كانت مجموعة ورود .. كيف هو خالُكِ خينَئِذٍ؟
هل تستطيعي ان تغادري منزلكِ .. أو مكان عملكِ دون ان تصطبحي بوجهها الجميل
ان تلقي عليها تحية الصباح .. أن تسعدي برؤيتها وتتفائلي بها
بل هل تستطيعي ان تـَأوي لفراشكِ دون ان تتذكريها .. دون ان يمر طيفها بخيالكِ
ربما كانت بداية حلم جميل تسعدي بهِ .. وتتذكريه طوال حياتك .. ربما كان دافعاً لكِ
على العطاء وعلى ان تنظري للغد بإشراق .. وللحياة بتفاؤل وأمل؟!
قد يكون ( المَاضِي ) المُؤرِقُ في حياة كل منا كثيراً .. وقد يكون مزعجاً أحياناً
ولكن ( المَاضِي ) الجميل أكثر لو عرفنا كيف ننظر اليه لو عرفنا نستثمره لصالحنا
وكذلك الحال مع المواقف الحياتية .. والتجارب الانسانية التي نمر بها باستمرار؟!
ما نحتاجه هو تغيير نظرتنا القاصرة لهذا ( المَاضِي ) يلي هو اساس حديثنا!
لتكون نظرة أكثر اتساعاً وايجابية وتفاؤلية؟!
ما نحتاجه .. هو التوقف عند ذلك ( المَاضِي ) ذلك اللحظات الجميلة في حياتنا
حتى لو كان قصيراً .. ومن ثم اطالة أمده بالتخيل .. وهذا ليس عيباً!!
تخيلي هذه اللحظات الجميلة القصيرة قصة رائعة ذات حلقات متتابعة أو اجزاء متصلة
فما ان تنتهي حلقة جميلة حتى تعقبها حلقة أجمل وأجمل ..
وحينئذ سوف تصبح هذه اللحظة الجميلة التي لم تتجاوز دقائق أو ساعات معدودة
تصبح بمثابة قلب كبير
دقاته هي تباشير الفرح .. نبضه هي الحياة نفسها .. مساحته هي الحب الكبير
ردهاته هي الطرق المضيئة بالشموع الموصلة للسعادة ..
والواعدة بمستقبل مشرق بإذن الله؟
ذكريات جميلة تمر علينا فتمضي دون ان نتذكرها .. دون ان نتوقف عندها
فقط نكتفي بالمرور بجانبها .. ونقرأ لوحاتها الارشادية الجانبية بطول الطريق
التي تذكرنا بأننا تجاوزنا مكاناً يُقال له ذكرى؟
سنوات طويلة من أعمارنا تنقضي دون ان نوثق أحداثنا الجميلة معها .. دون ان نسجل
لحظاتنا الرائعة معها رغم مقدرتنا على ذلك .. وحين يأتي من يُشجعنا على تسجيلها
والاهتمام بها؟
نعود بالذاكرة للوراء لنتحسر على تلك اللحظات الرائعة من عمرنا والذكريات الجميلة
التي كان بامكاننا ان نحياها يومياً .. ونعيشها وكأنها أمام أعيننا وبين أيدينا؟
الأستاذه ( تَحَدّو÷َا البَشَر ) هل تشعري الآن بحنين لـ ( مَاضِي ) تقادم عهده!
لمنزل قديم ولدتي فيهِ .. وعشتِ فيه طفولتكِ .. بحلاوتها ومرارتها وكل شَقَاوَتهَا؟
بل لمدرسة عشتِ فيها أجمل سنِي عمركِ!
هل تشعري بحنين جارف لزمِيلات الدراسة لأماكن مازلتِ تتذكري زواياها وجدرانها
وأسقفها!
لأشخاص ما زالت ذكراهم عالقة في مخيلتكِ .. لا تريد ان تخرج منها!!
هلاَّ حاولتي بالفعل زيارة مثل هذه الأماكن التي قد تعني لك شيئاً .. وهل حاولتِ
الوقوف عليها وتأمل ( مَاضِيكِ ) معها .. وهلاّ حاولتي التواصل مع أولئك الأشخاص
المميزين الذين تركوا بصمة مميزة في حياتكِ!!
إن لم تفعلي ذلك فحاولي مجرد محاولة .. وحينئذٍ سوف تشعري بشعور مختلف
شعور لا استطيع ان اقول عنه سوى انكِ لن تأسفي حينما تعيشيه وأظنكِ الآن بدأتي
في استحضار بعض من صور ذلك ( المَاضِي ) والذكريات ..
وما عليكِ سوى ان تستمتعي بها وتنعمي بما انتِ فيه والى مزيد من السعادة بإذن الله؟
/
/
إنتـَـــر
حينما اصفكِ
بـ ( مَاضِي ) جميل في حياتي
فلايعني ذلك أنك ( الماضي ) ..
الذي ولـَّى وإندَثَر؟
فأصبحتُ أعيشُ ..
على ذكراه ..
ابداً؟
/
/
لايعني أنك صفحات
طواها النسيان
فلم أعد ألتفتُ اليها
مستحيل؟
/
/
لا يعني أن تكوني أوراقاً
عصفت بها الريح
فذهبت الى غير رجعة
لا يمكن؟
/
/
بل أنتِ ( مَاضِي ) جميل غال ٍ
لأنكِ الحاضر
الذي اعيشه
بكل روعته
أجمل روعته
/
/
لأنكِ المستقبل
الذي انتظره بكل تفاؤله
وطَالَ أمَدُ إنتِظَاري إلَيهِ
والحياة التي أحياها
بكل جمالها؟
/
/
فهل أدركتِي الآن
معنى ذلكَ ( المَاض ِ)؟
هل أدركتي
ماذا يعنيهِ بالنسبَة ُلي!
وكيف أصبح
طعمه معك!
.