أختي مناير
لقد قرأت ما كتبت وقرأت ما كتب وقد كتبوا جميعا فأوفوا وأقدر كتاباتهم وأحترمها بل الحق يقال أنهم جميعا لم يتيحوا المجال لأي كلمة تضاف فقد طرقوا جميع الجوانب من الجانب الديني وكذلك من الجانب الإجتماعي ولم يتخلوا أيظا عن الجانب العاطفي وهذا لإحقاق الحق لأهله فلهم مني أيظا التحية والتقدير.
ولكني هنا أشارك ولكن ليس إعادة صياغة لما كتب أو أعلق على ماكتب ولكني أريد أن أروي لك قصة موجزة حول شخص من الناس أعرفه وليست منقولة أو مروية لعلها تجد في نفسك ما يروي ضمأك.
أعرف شخص بهذه البسيطة قدر له أن يحب أهله حبا جما ولا يتردد يوما في تقديم عمره لهم إن طلبوا ولا زال على هذه الحال.
قدر الله له أن يحدث خلاف وجهات نظر مع أهله وتكون فاتحة باب لم يردم أبدا و إبتدعدوا منه أهله وشككوا في حبه لهم ونفوه من قلوبهم وعقولهم و أصبح فعلا غريب عنهم وهو يعيش بينهم , إن قدم سكتوا وإن غرب تهامسوا وإن سمع إسمه من غريب ليس إلا عتاب عليه بأنه ظالم لأهله , فلا يسمع أخبار أمه ولا أبيه ولآ أخوته إلا من الناس أو الجلاس رغم أنه يعيش بينهم.
بمعنى أنه فعلا في غربة . وهذه الغربة ليست غربة تواجد إنما هي غربة وجدانية غربة معذبة جارحة حزينة .
غربة قدر له بها ألا يحبوه بل من كل حياتهم ينبذوه ولن أطيل ولو أطلت لقلت أنني أتفنن بالكلمات ولكن عندما يسمع أخبار أهله من الغرباء كأن جحافل جيوش هولاكو تخمد رماحها في جوفه ويبكي مرتين كيف الغريب يخبره بما يجب أن يعرفه والثانية كيف أن أهله لايحبوه وهو متيم بهم ومظلوم.
والله أني أتمنى أن أكون في غربة زمانية مع من أحببت من أهلي وخلاني على أن أكون في غربة وجدانية وأنا معهم فهي الغربة الحقيقية والدامية.
ومن معرفتي الطويلة بالشخص أنه ذا صلاح ودين.
لذا قد حرمت نعمة ووهب نعمة أكبر.
تحية