اعترف بأني تعمدّت الرحيل من عالمك ،
دون أن أترك خلفي حذائي الذهبي الذي يعيدك إلّي
أو مسمار جحا الذي يعيدني إليكَ . .
سأفتقدك جداً..
حين تتساقط الأمطار
وتملأ رائحة التراب المكان
و أرتجف برداً
و أرتجف شوقاً
و أرتجف رعباً
ويشتد حولي الشتاء....
سأفتقدك جداً..
حين يأتي الليل بلا صوتك
وبلا طيفك
و بلا دفئك
و أبحث عنك في رداء القمر
و أغفو كالقطع الجريحة فوق صدر المساء..
سأفتقدك جداً..
حين يمد لي أحدهم ذراعيه
و ينتشلني من بحر أحزاني
ويمنحني أجنحة جديدة
ودماء جديدة
وحياة جديدة
ويسأل قلبي عنك بخجل
و تحن إليك في عروقي الدماء..
سأفتقدك جداً..
حين أردد أمامهم كاذبه
أني نسيتك
و أن أمرك ما عاد يعنيني
و أن فراقك ما عاد يشقيني
و أني لا أعود في المساء
كالطفل الموؤود إلى سريري
و أبكيك في الخفاء....
سأفتقدك جداً..
حين تحدثني عنك أخرى
و تسرد حكاية شوقك لعينيها
و أشم عطرك في يديها
و تتفجر كل المتناقضات بداخلي
فأشتاقك أكثر
و أرفضك أكثر
و أحبك بلا حدود
و أكرهك بلا انتهاء.
سأفتقدك جداً..
حين أكتشف أنك الوحيد
االذي أثار جنوني
و أثار رعبي
و أثار غيرتي
و منحني قدرة على الحب
و شيّد لي مدينة من الثلج
فوق خط الاستواء..
سأفتقدك جداً..
حين أتذكر أني كنت أنانيه
اخترت الرحيل رغماً عنك
و فتحت أبوابنا لرياح الفراق رغماً عنك
و فرضت على قلبك نهاية مؤلمة
و غادرت بهدوء..كأحلام المساء.
سأفتقدك جداً..
حين أقف أمام المرآة
و أسألها من في عالمك؟!
فتخبرني أنك عشت بعدي ألف حكاية حب
و كتبت بعدي ألف قصيدة حب
و عشقت بعدي ألف حسناء
و أنك مازلت تبحث عني