لو ألقينا نظرة على موديل الإنسمل لوجدنا أن نماذجه متصلة اتصالا قويا بمؤشر تذبذب مادن وجوليان لتحديد مسار وزخم الكتل المدارية سواء الرطية أو الجافة وتوقيت نشاطها.
الخريطة التالية هي لمؤشر تذبذب مادن وجوليان المرتكز على تطرف الاشعاع طويل الموجة المنبعث من السطح OLR
ولو تمعنا فيها لوجدنا بأن الكتلة المدارية الرطبة تمركزت على وسط شمال أفريقيا (شمال النيجر وشرق الجزائر وتونس وغرب ليبيا) بدء من أواخر الثلث الثاني لأبريل وحتى 29 من الشهر نفسه. كما أثرت على أجواء الجزيرة العربية بدء من 24 أبريل وحتى هذا اليوم.
ولكن خلال الثلاث أيام الأخيرة، بدأنا نلاحظ تغيرات سريعة وملحوظة في مستويات الرطوبة على مستوى الطبقات المهمة. ويعود السبب بمشيءة الله إلى أن الكتلة المدارية الرطبة بدأت في النشاط (الخروج من دائرة الخمول) بشكل ملحوظ وأخذت في الإنتشار بسرعة إلى خطوط عرض ما بعد 30 درجة شمالا نواحي المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للجزيرة العربية وجنوب العراق. كما أنها بدأت في الإنتشار شرقا نواحي جنوب غرب إيران (شرق الخليج العربي)
ولنفهم مسار الكتلة الرطبة في الايام القريبة القادمة, لنلقي نظرة مكملة لأعلاه عن طريق خريطة تطرف الاشعاع طويل الموجة المنبعث من السطح OLR حسب موديل الإنسمبل نفسه . وتشير الأسهم الحمراء إلى تواجد الكتلة المدارية الرطبة (تجاوزا).
حيث تبين الخريطة استمرار نشاط الكتلة الرطبة على الجزيرة العربية ككل ويمتد تأثيرها شمالا وشرقا بمرور الوقت .. فبحلول 5 مايو الحالي، يتوقع أن يكون انتشار الكتلة الرطبة في أفضل حالاتها، حيث من المتوقع أن تتعمق في المنطقة 2 (انظر الخريطة السابقة) في طريقها إلى المنطقة 3 (كامل المحيط الهندي وخصوصا شرقه)
-----------------
والآن لنلقي نظرة سريعة على الموديل الأمريكي GFS
نلاحظ في خريطة تطرف السرعة الكامنة عند مستوى 200 هكتوباسكال
بأن هذا النموذج يتوقع أيام أفضل مما يتوقعها نموذج الإنسمبل من حيث وفرة وزخم الكتلة المدارية الرطبة على المدى المتوسط.
حيث أن النموذج يتوقع بقاء الكتلة المدارية الرطبة في أجواء الجزيرة العربية حتى 15 مايو تقريبا بمشيءة الله تعالى .. وبالتالي فليس بغريب أن نرى التفاؤل الكبير مسيطرا على النماذج الأمريكية بالإضافة لحيرتها المستمرة والله أعلم.
ولأكون أكثر صدقا مع نفسي، فالخاتم يرى بأن الواقع "مع الأسف" لا يصدق التوقعات أعلاه .. لماذا؟
حسنا .. لنلق نظرة سريعة على نموذج الخاتم الصدوق "شذوذ السرعة الكامنة عند مستوى 200 هكتوباسكال كأحد مخرجات انتشار الموجة التجريبي المعتمد على التماثل الكروي العرضي (EWP)" والذي يشير بوضوح (حتى هذا اليوم) بأن الحالات الجميلة التي استمتعنا بها وبما من الله علينا فيها من أمطار وخير عميم والحمد لله، تشارف على النهاية .. وأن الكتلة المدارية النشطة بما تحمله من رطوبة ستذهب إلى حيث أمرها الله .. في دورة جديدة قد تأخذ 40 يوما أو تزيد. والله مقدر الاسباب
والحمد لله رب العالمين.
العرض العادي
