كتاب ذًبح كل قبيح
فأصبح العالم جميلا
ايريك فريد – النمسا
هناك نزعة لدى البشر ,أو لدى بعضهم على أية حال , إلى معالجة الخطأ
بخطأ مثله أو أكبر منه. وغنيّ عن الذكر أن هذه "المعالجة" تقود الى
حلقة مفرغة كثيرا ماتنتهي بمأساة !
في التشريع .. كثيرا ما يعالج خطأ فردي واحد بقانون يُجرم عشرات الاشياء
ويعقد حياة الناس جميعا .وفي السياسة ,كثيرا ما ترد الدولة على استفزاز
محدود بعمل عدواني غير محدود , قد يتحول إلى حرب شاملة .
وفي الحياة اليومية, كثيرا ما نقابل هفوة صديق برد فعل عنيف ينهي الصداقة .
وفي الطب ,كثيرا ما يصدق قول شوقي " وأخف من بعض الدواء الداء"
وشاعرنا يسخر من هذه العقلية سخرية مريرة . لا شك أن العالم ملئ بالقبح ,
ولكن ماذا نفعل بهذا القبح ؟ هل نحاول أن نتعايش معه ؟ هل نحاول أن نتجاهله؟
هل نحاول تجميله قليلا ؟ هذه هي ردود الفعل المنطقية .
لكن ماذا لو طبقنا النزعة البشرية التي تعالج الخطأ بالخطأ ؟ لن يكون أمامنا
من سبيل سوى ازالة القبح نهائيا . وإذا ما تذكرنا أن القبح مسألة نسبية أدركنا
أن كل إنسان سوف يجد حوله كثيرا من الاشياء القبيحة التي قد أعتبرها أنا أو أنت
جميله وسيعمل على ازالتها ..
والنتيجة ؟ لن نرى شجرة في شارع لأن بعضنا يرى أن بعض الاشجر قبيحة .
لن نرى ديوان شعر في مكتبة لأن بعضنا يتصور أن بعض الاشعار قبيحة .
لن نرى ربما رجلا واحدا او امرأة واحدة لأنه لا يوجد رجل واحد ولا امرأة واحدة
لا يرى فيهما أحد قدرا من القبح .
والنتيجة الرائعة: ( ذُبح كل قبيح ..فأصبح العالم جميلا)
اعذروني لم أجد الكتآب بصيغة الكترونية ..!