أليهــــم نـــــــــــزف من وريــــــــــــد

[الناي العبد الله]

مدخل
نزف من وريد
تجمدت الدماء بهِ فلم يعد ينزف الانحيب الوجع

أين أنتي
يا نبض نبضي
أين أنتي
لتمسحي د معي المبلل على
وجنتي منذ رحيلك إلى اليوم
أين أنتي
لتحملي هذا القلب المكلُوم من بعدك
أين أنت
اْبحث عنك كثيرا" واتسائل
بداخلي هل فقدت الصبر من بعدك
أمي
ْاحتاجك كأول يوما" ولدتني فيه
احتاج أن أبقى على صدرك
واْمسك بخصلات شعرك
وأشدها بيدي
وأنت تبتسمي رغم ألمك
فذاك حنانك الذي افتقده
وافتقد قبلاتك على خدي
وأصابعك
وهي تتخلل شعري
أريد أن انظر إلى عيناكِ لتعلمي مآبي
واْضع يدي بين راحته يديكِ
لتمسحيها بملمس يداك النعمتان
فأحس يدفئها
وهو يصل إلى قلبي الموجوع
آآآآه
لو تعلمي كم أنا مشتاق لكِ
آآآآه
لو تعلمي أني كل يوم امسك
بسجادة صلاتك
اْبحث فيها عن روحك
وعن أثر دعواتك
فانا بحاجة لها
وأبقى
ممدد عليها طول اليوم
أحملها أحيانا إلى صدري
وأوقات أُصلي عليها
أمي
أتعلمي أني اجلس على كرسيك
واْقبل موضع رجليك
فقد اْشتقت إلى رائحة قدميك وخضباها
اعتصر فراقكِ
وذاكرتي تعصر يوم وداعكِ
يوم كنتِ نائمة
نعم ولست مفارقه للحياة ويغطيك
الكفن الأبيض
وهو يلتف حولك
وأنا امسك بيدك
وقلبي يكاد أن يخرج من صدري
فليته يدخل إلى قلبك
فلا أريد فقط ألا سماع نبضك لدقيقة واحدة
ولكنك رحلتي
فرحيلك جزع وصبر
ولم يبقى لي الآن ألا أحساس يداك
وهي تمسك بي عندما
كنت ابكي فراقها
وأنت تمسحي دمعي
وتأخذينى إلى حضنك رغم كبرسنك
وبياض راْسك
لتخفف عني وجعي
وبداخلك أوجاع
تثقل الأرض وساكنيها
ولم أدرك
أني على موعد آخر برحيلك
خلفها بعد ة أشهر وان أعيش تفاصيل
المشهد مرة ثانيه
أبي
آآآه اْشكيها لمن بعدك
وأنت لي كاس الصبر
الذي كنت اْشرب منه
ومرقدي الذي
أغفو على سريريهِ
ليحدثني بكل سنواتهِ
في هذه الحياة التي رمتني وحيدا"
خاليا" من كل الحياة
فتمنيت للحظه أن أعود طفلا"
العب بعصاتك
وأدور حولك
واصعد فوق رجلك
واخذ عمامة راسك
فهاهي أمامي
تذكرني بك وبعبثي وشقا وتي
وتذكرني بحلمك وصبرك
فأين أنت
عود إلي فقد ذهبت نبض نبضي
وانسكب كاْس صبري
ولم يبقى لي ألا الم ذكراكم ووجع فراقكم
فقد رحلتم عني
حتى صديقي ومؤنسي أخي
حتى أنت رحلت
لم تبقيك الأيام حولي
سوى أيام معدودات
مزقتم قلبي تركتموني في ظلام
لم يأتي بنور بعدكم
تركتموني مبلل العين لا يجف دمعها
والأيام تنهش كل شيء فيني
آه لو تعلمو بحالي اليوم
أكاد ابحث عن مخلص لروحي
فقد كرهت الحياة نعم كرهتها فلم أجد فيها
ألا ألما" يزداد كل يوم
ولم تعد رئتي تحتمل التنفس
أعيش وسط ضيق يدمرني
أخشى أن يقتلني
اختناق أنفاسي وجعا" كبير
ومؤلم فقد أصبحت
يداي عارية
لا تجد من يمسكها
فلم يبقى لي ألا قلمي
أرثيكم بهِ وأخشى أن يرثيني
رباه كما رحمت صِغريِ ارحم ضعفي
وأغدق عليهم فُيوض رحمتك
التي وسعت كل شيء

مخرج
قتلت الصمت فوق جدران الزمان
وتركني حروفا" ممزقهٌ عليه

النــــــــــاي

19/10/2009