هُنَاك بعض الموَاضِيع تَجِد صعُوبَة بَالِغَة فِي كَيفِيَّة الدّخُول إلَيهَا وَلاتَعرِف بأي
إسلُوب تَبدَأ وَتَدخُل .. وَأي الأبوَاب تَطرقه قَبل الآخَر .. لأنَّك وَالحََقُّ يُقَال ..
أمَام مَجمُوعَة كَبِيْرَة من الأبوَاب وَالحَالُ كَذَلك يَنطَبِقُ عَلَى مَوضُوعنَا هَذَا ..
الَّذِي يَمِسُّ الجَانِب ( السِّيَاسِي ) بِشَكلٍ كَبِيْر .. ونَسْأل الله العَافِيَة وَالسَّلامَة ..
وَيُذكَر أنَّه كَانَ هُنَاكَ ( رَاعِي غَنَم ) ..
وَلَدِيهِ كَلب أعَزَّكَ الله ومَن يَقْرَأ يَحرُس هَذَا القَطِيْع من الأغنَام وَفِي ذَات يَوم
إشتَكُوا الجِيْرَان من صَوت ( نَبَاحُه ) وَإزعَاجه المُستَمِر لَهُم ذَلك الإزعَاج ..
الَّذِي لايَنتَهِ وَلا أخَاله سَيَنتَهِي!!
فَطَلَبُوا من الرَّاعِي أن يُطعِم كَلبه حَتَّى الإشْبَاع لِيَرتَاحُوا من نُبَاحه وَإزعَاجُه ..
فَرَفَضَ الرَّاعِي إطعَامه حَتَّى الإشْبَاع وَأصَرَّ عَلَى أن يُعطِيْهِ القَلِيْل من الطَّعَام ..
لِكَي يَعِيش فَقَط ..
مُعَلِّلاً ذَلك فِي أنَّ الكَلب إذَا شَبعَ .. فَلَن يَتَوَدَّد لَهُ .. وَسَوفَ يَستَغنِي عَنْه ..
لأنَّه لَن يَكُون حِينَهَا فِي حَاجَته ..
إذاً تَتَّفِقُ مَعِي عَلَى أنَّ الحكُومَة السَّعُودِيَّة تَتَعَامَل مَعَ شَعبهَا عَلَى هَذَا الأسَاس
وبِهَذِهِ السِّيَاسَة الجَائِرَة ..
وَاللَّتِي قَد تُجدِي نَفعاً مَعَ الكِلاب .. وَلَكِنَّهَا غَيرُ مُجدِيَة مَعَ الإنسَان!!
وَإذَا كَان الله عَزَّ وَجَلّ قَد كَرَّم الإنْسَان وَخَلقه فِي أحسَن تَقوِيْم فَكَيف لِهَؤلاء النَّاس
أن يَهِينُوه وَيَسلبُوه حَقِّه الشَّرعِي من خَيرَات هَذِهِ البِلاد الَّتِي أنعَم بِهَا اللهُ عَلَيه؟
أنظُر وَإن شِئْت إلَى مُستَشفِيَات ( الأمَل ) للأمرَاض النَّفسِيَّة ..
وَالعِلاج من إدمَان المُخَدَّرَات .. وكَم عَدَد الفجُوج البَشَرِيَّة من المُوَاطنِيْن ..
الَّذِيْنَ دَلَفُوا إلَيْهَا بِقَصد العِلاج مِمَايُعَانُون مِنْه من ظرُوف مَعِيشِيَّة صَعبَة لاتُحتَمَل
وَإدمَان وَصَل بِهُم إلَى مَرحَلَة مُتَقَدِّمَة من التَّعَاطِي ..
وَالأكثَر من ذَلك أنّه جَارِي تَوسِعَة هَذِهِ المُستَشفِيَات الآن لأنَّهَا لم تَعُد تَستَوعِب
تِلْك الأعدَاد المُهَوِّلَة من البَشَر ..
وأنَّنِي لأتسَاءَل الآن وَبدل أن تَقُومُوا بِتَوسِعَة .. هَذِهِ المُستَشفِيَات وقبلَ تَأسِيسُهَا
وَإنشَاءِهَا منذُ البَدء لِمَاذَا لاتَسألُون المَوَاطُن عَن الأسبَاب الَّتِي سَبَّبت لَهُ ..
تِلك الأمرَاض النَّفسِيَّة المُوجِعَة .. وَجَعَلته يَدمُن عَلَى المُخَدّرَات ..
وغَيرُهَا من المُلهِيَات المُحَرَّمَة دَولِيَّاً وَالمُدَمِّرَة نَفسِيَّاً؟
يَعنِي من الخَطَأ .. وَهُنَا ارمِي إلَيك أخَي ( صَدَى الذَّات ) أن يُسِيء لَكَ إنسَان ..
فَتُعَاقبه دُونَ أن تَعرِف الأسبَاب .. الَّتِي جَعَلته يُسِيء إلَيكَ وَحُرِيَ بِكَ فِي هَذِهِ
اللحظَة بِالذَّات أن تَسأله عَن سَبِب تِلك الإسَاءَة لأنّه سَوفَ يَقُول لَكَ ..
أنتَ أخطَأة عَلَي فِي ذَات يَوم دُونَ أن تَدرِي .. أو أنّكّ مُقَصِّر فِي حَقِّي وَلَم تَنصِفنِي
فِيمَا أستحِقّه من إنصَاف ..
وَحِينُهَا سَوفَ تَلتَفِت لِنَفسُك .. وَتُعِيد النَّظَر فِي تَعَاملك مَعَ هَذَا الإنسَان من جَدِيْد
سَوفَ تَقُوم بِوَضع جَدوَلَة جَدِيْدَة .. تَسِير بِمُوجِبهَا عَلَى مَايَضمَن عَدَم إسَاءَة هَذَا
الإنسَان إلَيكَ مُجَدّدَاً .. وعَلَى أن تَكُون مَعه عَلَى وِد دَائِم .. وَتَآخِي مُستَمِر !!
نَعَم مَايَحصُل لَدَينَا من خِلال أنظِمَة الدَّولَة .. هُوَ الزَّج بِكُل مُوَاطِن يُسِي إلَيهَا ..
أويَتَعَاطَى المُخَدّرَات أويَسرِق فِي السُّجن ..
دُونَ السُّؤال عَن مَعرِفَة الأسبَاب الَّتِي دَعَته إلَى ذَلك وَلا أعتقِد انَّ هُنَاكَ مَايَمنَع
من تَرفِيه الشَّعب السّعُودِي بِإعطَائهُم مَنَازِل حَدِيثَة .. وَرَوَاتِب ضَخمَة مُجزِيَة ..
مَعَ ضرُورَة إهدَاءِه سَيَّارَة جَدِيدَة فِي كُل عَام تُسَمَّى هَدِيَّة المَلِيك لأبنَاءُه الشَّعب
ليش لا !!
طَالَمَا أنّه لَدَيْنَا موَارِد دَخل كَثِيرَة وعَدِيْدَة لاتُحصَى بالأرقَام الحِسَابِيَّة ومن أهمّهَا
النِّفط وَالمَحَاصِيل الزرَاعِيَّة الفَائِضَة عَن الحَاجَة .. وغَيرُهَا الكَثِيْر وَالكَثِير؟
مَايُؤلِمنِي حَقَّاً .. وهَذَا من بَاب الرِّيَاء المَنهِي عَنه فِي كُل الأجنِدَة الإسلامِيَّة ..
هُوَ أنَّه مَا إن تَتَعَرَّض إحدَى بِلاد الكُفَّار وَالمُشركِيْن إلَى كَوَارِث طَبِيعِيَّة كَالزَّلازِل
وَالحِمَم البُركَانِيَّة وَغَيرُهَا من الأعَاصِير وَمَاشَابه ..
الاّ وَتَجِد هُنَاكَ جَسراً جَوِّياً من الطَّائِرَات الضَّخمَة مُحَمَّلَة بِالمُؤن الطبيَّة وَالألحِفَة
وَالمَلابِس وَالمِيَاه الصحِيَّة وَالأطعِمَة لإقاثَتهُم فِي الوَقت الَّذِي نَجِد فِيهِ إبن البلَد ..
يَأنُّ وَيَشتَكِي من عَدَم تَوَفُّر أبسَط مَقَوّمَات الحَياة لَدَيهِ .. ألَيسَ هَذَا ظُلماً جَائِراً ..
وقَاسِيَاً؟
أكبَر نِسبَة من المَسَاجِين فِي مُعتَقَل ( غَوانتَنَامُو ) هُم من الشَّبَاب السّعُودِي ..
ودِعنِي أسألك هَل هَؤلاء الشَّبَاب سَيكُونَوا فِي هَيك مَكَان لَو أنّهُم وَجدُوا الرَّاحَة
وَالإيد الَّتِي تَحتَوِيهُم وَتَنصفهُم فِي بِلادهُم؟
اذكُر وقبل سَنَواتٍ عِدَّة كَان هُنَاك لِقَاء مَعَ الشَّيخ ( زَايِد بِن سُلطَان آل نهَيَّان ) ..
حَاكُم ابُوظَبِي وَرَئِيس الدَّولَة رحمه الله وَأسكنه الفِردُوس الأعلَى ..
كَان يقُول فِي إحدَى الإجتِمَاعَات مَعَ وزَرَاءُه .. اي شَاب يَخرُج من الحَبْس ..
بِسَبَب تَعَاطِي المُخَدَّرَات احرصُوا عَلَى تَأهِيله وتَحسِيسه بِإنسَانِيته وَأهتَمُّوا بِهِ
وَسَاعدُوه لِكَي يَنخَرِط فِي المَجتَمَع من جَدِيد..وَيُصبِح لَبَنَة صَالِحَة وَنَواة خَير ..
وَإنسَان نَافِع ..
طَبعاً هُو لَم يَقُل بِهَذَا الإسلُوب الَّذِي قُلته لَكِن قَال بِإسلُوبه هُو الَّذِي لايُخفَى عَلَيك
وَحِينَمَا سَأله أحَد الوزَرَاء عَن الشَّيء الَّذِي يُقَدَّم له؟
قَال وفرُو له وَظِيفَة لايَقُل مُرَتَّبهَا عَن ( 7000 ) آلاف دِرهِم .. وَأعطُوه إعَانَة
قَدرُهَا ( 80000 ) الف غَير قَابِلَة للإستِرجَاع!!
لاحِظ مَعِي غَير قَابِلَة للإستِرجَاع .. وَالأكثَر من ذلك أنّه فِي حَال فَشَل زَوَاجه
أعطُوه مَرَّة أخرَى .. أن قَدَّم لَكُم سَبباً مُقنِعاً فِي عَدَم تَوفِيقه فِي زَوَاجه الأوَّل ..
وَطَلاقه لِزِيجَته فأي إنسَانٍ كَرِيم هَذَا وَسَّع الله قَبرِه .. وَأنَارِه لَهُ بِنُور الإيْمَان؟
وَلَدَينَا يَعطُونك ( 15000 ) الف رِيَال بعَد مِنَّة وَإهَانَة ..
لا وتُعِيدُهَا بَعَد عَلَى هَيئَة أقسَاط شهرِيَّة .. وَبحضُور كَفِيْل غَارِم وَأن لَم تُعِيدُهَا ..
سَحَبُوكَ من أنفُك من زِيجَتُك من مَضجَعُك .. وَزَجَّوا بِكَ فِي دَهَالِيْز الحَبْس ..
دُونَ أن يَسَل عَنك إنسَان فَأي حَيَاةٍ تِلك يَا أنتُم؟
الآن تَمَّ زِيَادَة تِلك المُسَاعَدَة إلَى ( 30000 ) الف وَأيضاً اَنتَ مُلزِم بِإعَادَتهَا
وَلَن تَستَلِمهَا الاّ بعَد عَام كَامِل من الزَّمَان..يَعنِي تَكُون قَد رُزِقت بمَولودك الأوَّل
أسأل الله أن يَحفظه لَكَ وَيُدِيمه عَلَيك!!
بالنّسبَة للبنغَالِي وَالهِندِي وَاليَمَنِي .. وغَيرهُم كَثِير من بَاقِي الجَنسِيَّات الَّذِينَ ..
تَمَلَّكُوا مَحَال تِجَارِيَّة بِكَفَالَة سعُودِيين أتَّفِق مَعك أخِي وصَدِيقِي ( صَدَى الذَّات )
وَأتّفِق مَعكَ فِي أن الموَاطِن يَحرُص عَلَى عِلاقَته بِهُم من أجل أن يَعطُوه مَايُرِيد
وإن يُراعُوا ظرُوفه المَادِيَّة وَأن يَصبرُوا عَلَيهِ إلَى آخِر الشَّهر ..