في صباح لا يشبهه صباح !
تهاوت ابراج مركز التجارة ... ولم تكن وحدها من تهاوت !
سقطت .. لتلامس الأرض .. وسقط معها أشياء وأشياء !
سقط معها .... كثير مما اعتقدناه حقائق ... وكثير ممن أعتبرناهم رجالاً !
كان سقوطها ، أكثر حوادث القرن غموضاً !
وكانت نتائج سقوطها ... من أكثر حقائق التاريخ وضوحاً !
.
لم تكن أمريكا " ولا من يعيش في أمريكا " في حاجة ليثبتوا أن الإسلام عدوهم !
لكننا نحن من كان في أمس الحاجة لنعرف ـ على الأقل ـ أنهم ليسوا محبين للإسلام !
.
.
لم يكن " ثور " أمريكا الهائج بحاجة لرؤية اللون " الأحمر" حتى يهيج ! لكنه رغم ذلك اصر على رؤيته ليبرر هيجانه ، فأسال الدم " أنهاراً " في بلد يعاني من الفقر والجفاف !
.
.
لم يخرج " الثور" من أفغانستان بعد ،، ولم يحقق ما كان " يوهمنا " بأنه هدفه !
ولم ينله من البرسيم الأفغاني إلا ظهور " ذنب " جديد له !!
ليصبح بذلك أغرب ثور في الأرض ، لكثرة ذيوله وتعدد ألوانها !!!
.
.
عندما سقطت الأبراج ..
أهالت التراب على ما تبقى مما " ندعيه " من كرامه ..!
لم نترك منذ سنة إلى اليوم شيئاً إلا أدنّاه ...
أدنّا الأرض ... ربما لأنها حملت فوق ظهرها من " قال لا إله إلا الله "
أدنّا السماء ... ربمالأنها أظلتهم !
ثم شجبنا أمريكا ... ربما لأنها أجبرتنا على ألإدانه !
ثم حاولنا طلب رضاها .. وبحثنا عن الجنّة تحت أقدام "أم" ريكا !!
ــــ
بوش ... ملك الأرض ورئيس العالم ...
وقبل أن يهدي قنابله للأفغان ، وقبل أن يركب على ظهر العالم " ويدلدل رجليه " عندما سؤل عن طابان ، أجاب العبقري سليل العباقره (( أعتقد أنها فرقة موسيقية )) !!
وبعدها بأشهر معدودات نقتنع كلنا غصباً عن إرادتنا أو رغم عنّا ( لم استطع القول أو برضانا ) أن أمريكا ورئيسها يرون في هذه الفرقة الموسيقية خطر على الكائنات البشرية لا بد أن يزال عن ظاهر الأرض ... وحتى عن باطنها !!
وسيق من سيق منهم ومن من والاهم إلى حيث يزج باصحاب تهمة جديدة اسمها ( الإســـلام ) ففي "غوانتينامو" ليس هناك أسرى أو مجرمين ... أنهم أخطر من ذلك بكثير .. إنهم مدانون بجريمة (الإســــلام ) وهي جريمة لا يجوز الترافع فيها ولا الدفاع عن المتهم ... حتى لو كان هذا المتهم في بلد " سوقت " للعالم قرونا عديدة " وهم " الحرية !!
.
.
.
في غمرة خوفنا ..
أو غبائنا ...
أو جهلنا ..
نسينا ـ مرغمين ـ أن ما هدم في فلسطين من منازل لو رتبت بشكل عمودي لكانت أطول من كل أبراج النخاسة في العالم !
لكن دم ..دم
ودم ... ماء
ودم ..غالي
ودم رخيص
ودماء ... لا قيمة لها اصلاً !!
.
.
أمنا أمريكا تبيد أسر بأكملها في أفغانستان ـ حيث لا يوجد أبراج ( ولو ابراج حمام ) لتنتقم منها ـ .... ثم تعتذر بكل لطافة لأنها أنهت حياتهم عن طريق " الخطأ " !
ثم تقرر بكل أدب تعويض أسر الضحايا ـ إن بقي لهم أسر ـ حسب تسعيرتها الخاصة :
مئة دولار قيمة القتيل ! وخمسة وسبعون دولار للمصاب !
وفي زاوية أخرى من العالم وحيث يوجد الضحايا من فئة ( خمس نجوم ) فإن ضحايا لوكربي ـ وما أدراك ما لوكربي ـ فقيمة التعويض عشرة ملايين دولار !
فليس في هولاء الضحايا عرجاء بين عرجها ولا عوراء ولا متردية ولا نطيحة !
.
.
بإختصار .. هم يستحقون ... ونحن نستحق !!!!!!!!!
هم شربوا العزة من كاس ذلنا !!
ونحن شربنا الذل من مستنقعات هوان صنعها المسملون ، ولم يكن للإسلام يد في صنعها !
كل منّا ومنهم نال ما هو أهل له !!
.
.
ــــ
وفي فلسطين ...
تهوي مساكن على ساكنيها !!
ويهوى الموت ... كل حي فيها ! ... وربما يهوى كل حي فيها الموت !!
ويعيش من رضي بأمريكا رباً لا شريك له !
.
.
في فلسطين ...
بحثوا عنّا ... فلم يجدونا !
وحين أعياهم البحث ، وملّوا الإنتظار ... عرفوا أننا في " الضفة " الأخرى !
رأونا نطوف بالبيت " الأبيض " ونسأل ربه من فضله !
نسأله الرحمة !!
وتكفير خطايانا .. وذنوبنا !
التي ليس أكبرها ... أننا لا نعلم لماذا وجدنا في هذه الحياه ... وماذا نريد !
وليس أصغرها ... أننا لا نعلم وبعد مرور سنة كاملة .. لماذا كان يوم الحادي عشر من سبتمبر .. يوماً مختلفاً !!!!!
بقلم / عبدالله القرني
((( منقووووووووووووول وتحياتي لمن قراه كاملا )))