الأستَاذَه القَدِيْرَة ( رِيم العُتَيْبِي ) ..
السَّلام عليكُم ................ من إنتـَـر
ودعِينِي أدخُل إلَى صُلْب المَوضُوع .. وَأرِيدُ أن أوَجِّه لَكِ ثَمَة أسْئِلَة!
الآن هَؤلاء البَعِيدُون عَنَّا .. سِوَاء كَانُوا أبنَاءُنَا أو أبَاءُنَا أو أمَّهَاتُنَا ..
هَؤلاء البَعِيْدُون عَنَّا ..
هَل هُم بَعِيْدُون عَن قلُوبِنَا مَهمَا كَانَت نَوعِيَّة ذلكَ الغِيَاب أبَداً مُستَحِيل
وَهَؤلاء الغَائِبُون عَن أهلهُم من سَنَوَات طِوَال ..
وَهَؤلاء الأسرَى فِي سجُون بَغدَاد وَقَوَانتَنَامُو ..
الَّذِينَ لايُعرَف مَصِيرهُم حَتَّى اللحظَة وَإن كَانُو يَبصرُون النُّور وعَلَى قَيد الحَيَاة
هَؤلاء الَّذِينَ يَنتظِرهُم أهلهُم .. وَيَتَشَوَّقُون لِسَمَاع أصوَاتهُم وَإستِقبَالهُم ..
وَهُم عَائِدُون إلَيهُم بَعدَ إنتِظَار طَوِيل مُمِل .. وَبِالذَّات أبنَاؤهُم الَّذِيْنَ مَافَتَئُوا
يَسمعُون من أمَّهَاتهُم أن وَالدهُم سَوفَ يَعُود يَوماً مَا !!
فَهَؤلاء .. ألَيسُوا حَاضرُون فِي قُلُوب أهَالِيْهُم وَذَوِيْهُم؟
وَهَؤلاء الشُّهَدَاء ..
الَّذِيْنَ قُتِلُوا بِدَمٍ بَارِد أبَّان الإجتِيَاح العِرَاقِي الغَاشِم عَلَى وَطَنُكِ الكُوَيْت
( أتمَنَّى ألاّ أكُون قَلَّبت المَوَاجِع وَفَتَحتُ جِرَاحاً غَائِرَة كَادَت تَلتَئِمُ للتَو)
نَعَم وَهَؤلاء الَّذِيْن ذُبِّحُوا بِيَد اليهُود المُلَطَّخَة بِالدِّمَاء وَالمُولَوَّثَة بِيَد الغَدرِ
وَالخِيَانَة وَمُثِّل بِهُم ..
فَهَل هَؤلاء الأبْطَال الأحرَار الأبرَار هَل هُم غَائِبُون ام أنَّهُم وَالحَالُ كَذَلك
حَاضِرُون بِأروَاحهُم الزَّكِيَّة بِبُطُولاتهُم العَظِيْمَة الَّتِي سَجَّلُوْهَا بِمَدَاد من فَخْر
وَسَوفَ يَذكُرْهَا التَّارِيْخ عَلَى مَرّ العصُور؟
أنَّهُ الحُب مَايِدفَعْنَا للتَّضْحِيَة وَبَذل المَزِيْد دُونَ تَبَرُّم أوسَخْط حَتَّى لَو كَان
من طَرَف وَاحِد .. المهُم أن يَكُون صَادِقاً وَصَافِيَاً وَبَرِيئاً حَتَّى ..
وَلَكنكِ رُبَّمَا سَألْتِ نَفسُكِ الآن..تُرَى مَا الفَرْق بَيْنَ حُب نِهَايَته مُسْتَحِيْلَة
بَينَ ( أب وإبن ) .. وبَيْنَ حُب من طَرَف وَاحِد؟
أعرِف أستَاذَه ( رِيْم ) أنَّنِي أطَلتُ الحِوَار أكثَرُ مِمَايَجِب وَأعرِف أنَّكِ تَقُولِي
مَجنُون هَذَا ( الإنتـَــر ) لاعَقْل لَه .. وَأعرِف أيضاً أنَّكِ تَقُولِي الآن ..
وَفِي غَرَارَة نَفسُكِ مَايِنعَطَى وَجه .. أعرِف هَذَا كُلّه وَلكِن لاتغلَقِي ..
اُمهلِيْنِي قَلِيلاً .. لأنّنِي سَأختِمُ قَرِيباً !!
وتَأكَّدِي أنَّ كلا الحُبَّيْن قَاسٍ عَلَى النَّفْس .. فَالأوَّل ألا وَهُوَ الَّذِي بَينَ الأب
وَالإبن تَعِيشِيه مَعَ أبنكِ يَصِل بكِ إلَى مَرحَلَة مُتَطَوِّرَة من الإنْدِمَاج الفِكْرِي
وَالتَّمَاذِج الرُّوْحِي .. وَالآخَر حُب تَشْقِي بهِ ..
وَلاتَدرِي هَل يَشعُر بِهِ الطَّرَف الآخَر أم انُّه فِي وَادٍ آخَر؟
كِلاهُمَا صَعب وَلاشَك .. كِلاهُمَا يَجعلُكِ تَعِيْشِي فِي مَرَارَة وَأسَى ..
كِلاهُمَا يجعلُكِ تَنظُرِي لِكُل مَن حَولكِ نظْرَة سِوَاء .. كِلاهُمَا يَجعلُكِ لاتُفَرِّقِي
بَيْنَ اي شَيء وَلاتُمَيِّزِي بَينَ مَاتُرِيْدِي ..
وطَالَمَا أنَّنَا نَتَحَدَّث عَن الحُب ..
وَالعِلاقَة بَيْنِ ( الأقَارِب ) وهَذَا أسَاس المَوضُوع وعَن الغَائِب الحَاضِر
فَهُوَ يَقُودنَا إلَى سُؤال مُهُم طَالَمَا رَاوَدنِي وَأخَاله رَاوَدكِ أنتِ أيضاً ..
فِي فَترَة من الفَرَات ..
هَذَا السُّؤال هُوَ مَا الفَرْقُ بَينَ الحُب وَالعَادَة؟
وَأيُّهُمَا أقوَى وَأكثَر تَأثِيْرَاً عَلَى النَّفْس البَشَرِيَّة وَأيُّهُمَا نُرِيد وَأيُّهُمَا لَدَيْنَا!
أنَّ الفَرْق يُكَادُ يَكُون خَيطَا رَفِيْعَاً .. وَلَكنّه عَلَى دَرَجَة كَبِيرَة من الأهَمِّيَّة ..
وَالحَسَاسِيَّة أيضاً !!
وَبِالذَّات لأؤلئِك الَّذِيْنَ يَدركُون قِيمَة الحُب الحَقِيقِي .. وَيَعِيشُونه بِصِدْق ..
وَيَحيُونَ بِهِ ..
فَالحُب يُكَادُ يَكُون مَرْحَلَة أولَى .. وَحِيْنَمَا يَصِل إلَى مَرحَلَة الإنْدِمَاج ..
يُصْبِح عَادَة ( أسِيرَة ) لاتَسْتَطِيْعِي أن تَسْتَغْنِي عَنْهَا ..أمَّا أنَّ الحُب
يَبْدَأ بِعَادَة فَهَذَا نَادِر .. لأنَّ الغَالِب وَالسَّائِد هُوَ أن يَبْدَأ الحُب بِإعجَاب ..
كَمَا هُوَ الحَال مَعَ الكَثِيْرِيْن الذِينَ مَرَّوا َوَمَازَالُوا يَمرُّون بنفس التجارب
وَكِلاهُمَا ( مُرتَبِطَان ) وَيُكَمِّل كُل مِنهُمَا الآخَر .. بِمَعْنَى أنَّ الحُب ..
لِكَي تَكْتَمِلُ حَلَقَاتُه وَتُزِيْدُ رَوعَتُه فَلابُد أن تَرِي من تُحِبِّي وَتَتَحَدَّثِي مِعَه ..
لابُد أن تَكُونِي بِجَانبه بِإسْتِمْرَار ..
وَكَذَلك العَادَة لاتَكُون جِمِيْلَة أوذَات تَأثِيْر حلُو وَجَمِيْل ألاّ حِيْنَمَا تَكُون ..
عَادَة الحُب الصَّادِق ..
مَا اُرِيدُ قَوله بِشَكِل وَاضِح أستَاذَه ( رِيْم ) هُوَ أنَّنِي حِيْنَمَا أحِبّكِ بِصِدْق ..
وَحِيْنَمَا أصِلُ إلَى مَرحَلَة أشعُرُ فِيْهَا أنَّكِ جُزء لايَتَجَزَّأ مِنِّي ..
وَأنَّنِي لا أستَغنِ عَنْكِ .. وَلا أتَصَوَّر أن أكُون مَعَ أحَد غَيْرُكِ ..
أو أن تَكُونِ أنتِ كَذَلك .. فَحِينُهَا فَلا يَعنِيْنِي غِيَابُكِ من بَعِيْد أوقَرِيْب ..
أتَعلَمِي لِمَاذَا؟
لأنَّكِ حَاضِرَة مَعِي فِي فُكْرِي وقَلْبِي .. فَمَاذَا اُرِيْدُ أكْثَر؟
حَتَّى وَإن طَالَ غِيَابُكِ فَسَوفَ أنتَظرُكِ حَتَّى لَو كُنْتِ مَعَ غَيْرِي سَتَظِلُّ مَشَاعرِي
نَحوُكِ هِيَ هِيَ لَمْ تَتَغَيَّر ولَم تَتَبَدَّل .. وهَذَا الشّعُور تَرِيهِ بوضُوح تَام ..
وَبِجَلاء كَبِيْر فِي عَاطِفَة ( الأمُومَة ) وَ ( الأبُوَّة ) وَفِي عَاطِفَة الحَبِيب
وَإن كَانَ للغِيَاب من مِيْزَة ..
فَرُبَّمَا عَرَّفْكِ أنتِ بِقِيْمَة مَن تُحِبِّي بِشَكِل أكْبَر .. وَلِرُبَّمَا شَوَّقُكِ إلَيْهِ أكْثَر
وَأكْثَر وَجَعلُكِ تَنتَظرِيْهِ بِفَارِغ الْصَّبْرِ .. عَلَى أمَل أن تَكتَحِلُ عَينَيكِ بِرُؤيَته
أن تُضمِّيْهِ إلَيْكِ بِقُوَّة .. لأنُّه أمَّا أبنُكِ حَشَاشَة جَوفُكِ ..
أوحَبِيْبُكِ تَرِي نَفسُكِ فِيْهِ وَلاتَسْتَغْنِي عَنْه أو اي عِلاقَة أخْرَى قَوِيَّة تَربُطكِ بِه
من اي نَوع كَانَت عِلاقَاتُكِ .. قَرَّب اللهُ بَعِيْدَنَا .. وَلَمَّ شَملُنَا وَأرَاحَ قلُوبُنَا ..
وَأقَرَّ عَينُنَا بِمَن نُحِب .. وَلا أطَالَ فِي تَفْرِيْقُنَا !!
/
/
/
إنتـَــر