بسـم الله الرحمن الرحيــم
الحمد لله وحـده والصلاة والسلام عـلى من لا نبي بعـده
السلام عـليكم ورحمة الله وبـركاتـه
بهـذه الكلمـات لا أقـصـد شـخـص بعـيـنـه وإنما هي كلمـات عـامة
أيتها الجـوهـرة المصـونـة والـلـؤلـؤة المكنـونـة
أهـديـكِ كلمـاتي هـذه .. وكلي أمـل أن تجـد طـريقها إلى قـلـبـكِ الطـاهـر
ما أجمـل قـلـبـكِ الطـاهـر إذا لـم تمسـه كلمـة عـابـث ولـم تطـربـه نـزوة لاهـث
ما أجمـل قـلـبـكِ وهـو لا يحمـل إلا البـراءة والصـدق والإيمـان
لمـاذا تـتـركيـن هـذا القـلـب الطـاهـر بـيـن أيـدي أنـاس لا يعـرفـون لـكِ حـقـا ؟
ولا يـقـدرون لـكِ قـدرا ؟ أتعـلميـن أنهـم أنـاس هـمهـم أن يـتعـرفـوا عـليـكِ فـقـط
من أجـل الشهـوة .. شـهـوة شـيطـانـيـة لحـظـيـة ؟ .. دقـائـق يمـارس الشـيطـان
فـيها معـكِ أبشـع وأشـنع وأفـظع الـذنـوب ؟
لا تـغـتـري بكثـرة من حـولـكِ من الـوالغـيـن في حماة المعـصـية والـرذيـلـة
جميعهـم سـوف يـنـدمـون يـوم لا يـنـفـع الـنـدم .. جميعهـم سـوف يـقـفــون
بـيـن يـدي خـالقهـم عـز وجـل ويُسـألـون عـن كل صغـيـرة وكبـيـرة
قـال الله تعـالى في كتـابـه العـزيـز :ـــ
[()][ ما يـلـفـظ من قـول إلا لـديـه رقـيـب عـتـيـد ][()][ ق : 18 ]
كل كلمة تسطـريـن أو تـنطـقـيـن .. هي محسـوبة لـكِ أو عـلـيـكِ .. كل هـمسـة
حـب وغـرام تهـمسـيـن بها سـوف تُسـألـيـن عـنها يـوم القـيـامـة
مهـلا .. أيسـركِ أن تكـوني في عـداد الأمـوات وأنـت عـلى الشـات تحـادثـيـن
هـذا وذاك .. وتـتـلذذيـن بـأقـبح العـبارات وأفحـش الكلمـات مع بعـض شـباب
ما عـرفـوا النخـوة ولا عـرفـوا الشـرف ولا الغـيـرة ؟ .. أيسـركِ أن تكـوني في
عـداد الأمـوات وأنـتِ عـلى هـذه الحـالـة ؟
كيـف يكـون حـالـكِ عـنـدما يضعـونـكِ في قـبـركِ وحـدكِ ويـرحـل عـنـكِ الأهـل
والأحبـاب .. وتـكـوني وحـدكِ مع ديـدان الأرض وهي تـنهـش جـلـدكِ الـرقـيـق
الـذي طـالما جملـتـيـه بالمكـيـاج والمسـاحـيـق واعـتـنـيـتِ بـه ؟
كـيـف يكـون حـالـكِ عـنـدما يضعـونـكِ في قـبـركِ ويضمكِ القـبـر ضمة تـخـتـلف
فـيها أضلاعـكِ وتـتـكسـر فـيها عـظـامـكِ ؟
كـيـف يكـون حـالـكِ عـنـدما تُـنـشـر الصحـف وتـأخـذيـن صحيفـتـكِ وقـد دون بها
كل كلمة سـطـرتها أنـاملـكِ .. وكل كلمة هـمسـتِ بها ؟
لا تقـولي إنها تسـلية .. فكـم من تسـلية كانـت بـدايـة لطـريـق مـوحـل
وكم من تسـلية أدت إلى هـتـك السـتـر وقـتـل الحيـاء
إن كنـتِ تـريـن أن ذلـك العـمل تسـلية .. فـأعـلمي أنـه عـنـد الله تعـالى
ذنـب عـظـيـم وجـرم خطـيـر .. فـالـيــوم تسـليـة وغـــدا تهـلـكـة
والـذنـب الصغـيـر يكبـر مع الأيـام .. ألا تعـلميـن أنـكِ بهـذه التسـلية
قـد تهـدريـن أعـز ما تملكيـن : ديـنـكِ .. أخـلاقـكِ .. حيـاءكِ .. وقـتـكِ
صحتـكِ .. مالـكِ .. فهـل هـنـاك أعـز من هـذه الأشــيـاء ؟
أتعـلميـن أنـكِ بهـذه التسـلية تخـونـيـن الله تعـالى .. ثـم تخـونـيـن نـفـسـكِ ؟
نعـم تخـونـيـن نفـسـكِ لأنها أمانـة عـنـدكِ .. وتخـونـيـن أهـلـكِ الـذيـن قـامـوا
بـتـربـيـتـكِ عـلى الحشـمة والعـفـة [ إن وجـدت هـذه الـتـربـيـة ] وتخـونـيـن
الـنـاس بهـذه التسـلية البشعـة .. إن التسـلية بـالأعـراض والشـهـوات وهـتـك
الحـرمـات هـو أفـظـع جـرم عـرفـتـه جـدار بـيـتـك .. وأعـظـم جـرم اقـتـرفـه قـلـبـكِ
وعـنـدما تـنـتـقـلـيـن غـدا إلى عـش الـزوجيـة فـإنـكِ سـوف تـنـدميـن أشـد الـنـدم
عـلى كل كلمة حـب وغـرام تـلفـظـتِ بها لغـيـر زوجـكِ .. إنـكِ تخـونـيـن زوجـكِ من
الآن بهـذه التصـرفـات الطـائشة .. وهـذا الـلهاث المحموم وراء المعـصية والشهـوة
إن كنـت تـقـولـيـن : [ أنـا واثـقـة من نفـسي ولا يمكـن أن أسـمح لها بـذلـك ]
أقـول لـكِ : إن كنـتِ واثـقـة من نفـسـكِ فـلسـت أعـظـم ثـقـة ولا أكـرم من أمهات
المؤمنيـن نسـاء النبي صلى الله عـليه وسـلم أطهـر نسـاء العـالميـن
وقـــد أوصـاهـن الله تعـالى في كتـابـه العـزيـز .. بـقـولـه تعـالى :ـــ
[()][ فلا تخضعـن بالقـول فيطمع الذي في قـلبـه مرض وقـلن قـولا معـروفـا ][()]
وهـل تـعـتـقـديـن أنـكِ تـثـقـيـن بنفـسـكِ أكثـر منهـن ؟
تـوبي إلى الله تعـالى وأسـتـغـفـريـه وعـاهـديـه أن تـتـركي جميع الطـرق التي تـؤدي
إلى المعـصـية .. إن الله تعـالى لم يحـرم الـزنى فـقـط .. وإنما حـرم الاقـتـراب منـه
وكل وسـيـلة تـؤدي إليـه من نظـرة خائـنـة وحركـة مريـبـة وكلمة تـفـقـد القـلب
صـوابه وتـؤجج في النفـس نـار الغـرام والهيـام
مهـلا .. أتـذكـريـن ماذا فعـلتِ فـقـط خـلال الأسـبـوع الماضي ؟
أنـظـري كم من المعـاصي ارتكبـتِ ؟ .. وكم من المشـاهـد المحـرمـة شـاهـدتِ ؟
وكم من الشـباب تحـدثـتِ معهـم في الشـات ؟ .. وكم من مجالس الغـيـبـة والكـذب
والفحـش في القـول جلسـتِ ؟ .. ولـم تـنـكـري عـلى أهـلها .. وكم من الصـلـوات
ضيعـتِ ؟ وكم من الأوقـات ضيعـتِ خـلف شاشات الكمبـيـوتـر والفضائيـات ؟
مهـلا .. اعـلمي بـأنـكِ غـدا سـتـقـفـيـن بـيـن يـدي الله تعـالى .. لا أحــد يسـاعـدكِ
جميعـهم يـتـركـونـكِ لـتـواجهي مصـيـركِ لـوحـدكِ .. جميعـهم يتخـلون عـنـكِ
جميعـهم وأولهـم أولـئـك الـذيـن خـدعـوكِ بكلمة أحـبـكِ .. وأنـتِ تعـلميـن كـذبهـم
وأول من يتبـرأ منـكِ أولـئـك الـذيـن شـاركـوكِ المعـصـية .. بـل سـوف يشـكونـكِ
إلى الله تعـالى ويقـولـون : هـذه التي أضـلتـنا بـدلالها وبتغـنجها وبحـركاتها
عـنـدئـذ .. ماذا سـتـقـوليـن أمام رب العالميـن الـذي لا تخـفى عـليه خافـية؟
اعـلمي .. أن هـذه الـدنيا سـاعـة .. وأن مصـيـرا مجهـولا ينـتـظـركِ .. أعـلـني
التـوبـة .. أتـركي كل وسـيـلة تـوقعـكِ في المعـاصي .. وابحـثي عـن رفـيـقـات
الصلاح والطهارة .. اقـرأي سـيـرة الطـاهـرات من الصحابـيـات وأمهات المؤمنيـن
اقـرأي كتـاب الله تعـالى فهـو النجـاة لـكِ في يـوم لا تـنـفعـكِ فـيه نـت ولا شـات
اعـلمي أنـكِ ما خـلقـت لهـذا العـبـث .. وإنما خـلقـتِ لـرسـالة عـظيمـة
أمـتـكِ الإسـلاميـة تـنـتـظـر منـكِ الكثيـر والكثيـر الـذي تسـتـطـيعـيـن تـقـديمه
إن عـزمـتِ عـلى ذلـك فعـلا
قـال الله تعـالى :ـــ
[()][ إلا من تاب وآمن وعـمل عـملا صالحا فأولئـك يـبـدل الله سـيـئاتهـم حسـنات ][()]
[()][ وأقـم الصلاة طرفي النهار وزلفـا من الليـل إن الحسـنات يـذهـبـن السـيـئات ][()]
أعـلني الـتـوبـة وأسـتـغـفـري ربـكِ عـز وجـل واعـملي أعـمالا صالحـة .. فـإن العـمـل
الصـالح يكفـر الـذنـوب .. ولا تيأسي مهما كانـت الـذنـوب التي اقـتـرفـتيها
بـاب الـتـوبـة مفـتـوح .. فـلا يحكمنـكِ الشـيطـان .. فـالشـيطـان أغـيـظ ما يغـيظـه
أن يـرى الفـتـاة تعـود إلى الله تعـالى وتعـلـن الـتـوبـة فـيجـلس لها في كل طـريـق
ويقـول لها .. عـنـدما تكبـريـن تـتـوبـيـن .. عـنـدما تـتـزوجيـن تـتـوبـيـن .. ويـأتي
الـيـوم الذي يعـجـز اللسان فـيه عـن قـول اسـتغـفـر الله وأتـوب إليه لأنها لم تـتعـود
عـلى الـتـوبـة والـرجـوع إلى الله تعـالى بكل صـدق ونـدم وبكـاء عـلى ما سـلـف
العرض العادي
