العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-02-2014, 02:40 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : معالم حفظ الأمة من الفتن‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -
خطبتي الجمعة من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بعنوان :
معالم حفظ الأمة من الفتن
والتي تحدَّث فيها عن الأزمات والفتن التي تمرُّ بها أمة الإسلام،
مُعقِّبًا بمجموعة من المعالم المهمة والتي تُضِيء الطريقَ للخروج من هذه الفتن.


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.

أمابعد ...
فيا أيها المسلمون:
خيرُ ما نتواصَى به: تقوى الله - جل وعلا - وطاعته؛ فبها يحصُل المخرج من كل ضيقٍ،
وبها يُفرِّجُ الله الهُموم والغُموم.

عباد الله :
في ظلِّ النوازِل والأزمات، وفيما تتعرَّضُ له أمةُ الإسلام من أحداثٍ ونكَبَاتٍ،
تشتدُّ الحاجةُ إلى ما يربطُها بالفقهِ العميق، والمنهج المُستمدِّ من نور الوحي الإلهيِّ،
ومن الهدي النبوي السديد، وإلا فبِدون هذا النهجِ الإلهيِّ الوضَّاء تزِلُّ الأقدام،
وتضِلُّ الأفهام، وتتخبَّط الأقلام، وتُخطِئُ الفتاوى المسالِكَ الحقَّ، والطريقَ المُستقيم.
فالله - جل وعلا - يقول:
{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }
[ طه: 123 ]
ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول:
( من يُرِد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين )

إخوة الإسلام :
وهذه أصولُ معالمٍ تحفَظُ الأمةَ - بإذن الله - من الشقاء، وتصُونُها من العناء،
وتقودُها إلى شاطِئِ السلامة والنجاة، وإلى ساحلِ الأمن والأمان.
المعلَم الأول: أن تتكاتَفُ الدعوات من الجميع إلى الدعوة
لتصحيح ما فسَد من مناهِج تُخالِفُ التوحيد الخالِصَ، وتُناقِضُ العقيدةَ الصافِيةَ،
وأن نجتمِع جميعًا من الحُكَّام والمحكومين، من العلماء والدعاة
لتصحيح المسار وفقَ عقيدة التوحيد التي دلَّ عليها قولُه - جل وعلا -:
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ }
[ الأنعام: 162، 163 ]
فمتى أسلَمنا لله - جل وعلا - الإسلام الكاملَ عقيدةً ومنهجًا، حُكمًا وتحاكُمًا،
عملاً ومسلَكًا تحقَّق للأمة الأمنُ بشتَّى صُوره، وفازَت بالأمان بمُختلَف أشكالِه،
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
[ الأنعام: 82 ].
ويقولُ ربُّنا - جل وعلا -:
{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }
[ الحج: 38 ]
ويقول - عزَّ شأنُه -:
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }
[ غافر: 51 ].
وفي القاعدة التي رسمَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم لحفظِ الأمة
حينما قال لابن عباس:
( احفَظ الله يحفَظك )
المعلَمُ الثاني: أن تعلم الأمةُ أن من أسباب الشقاء بأنواعه المُتعدِّدة:
فُشُوَّ المعاصِي، وانتِشارَ الفواحِش، والله - جل وعلا - يقول لنا:
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }
[ الشورى: 30 ].
إن سبيلَ الرخاء والسرَّاء هو أن تستقيم مُجتمعات المسلمين على طاعة الله جل وعلا ،
وأن تسير على سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم .
فتقوى الله - جل وعلا - وطاعتُه والتِزامُ أمره،
والسيرُ على نهج رسولِه - صلى الله عليه وسلم - أعظمُ حصنٍ في الأزَمات،
وأمتَنُ ذخيرةٍ في المُلِمَّات، وفي جميع الأزمِنة والأوقات
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[ الأعراف: 96 ]
فحرِيٌّ بالمسلمين وهو يُعانون الويلات أن يرجِعوا إلى مُحاسَبَة النفوس،
أن يُصلِحوا القلوبَ، أن يُسيِّروا حياتَهم بجميع مناشطِها
على وفق مرضاة الله - جل وعلا -، وأن يُحدِثوا توبةً صادِقةً نصُوحًا،
وأوبةً صادِقةً مُخلِصةً، فإلى ربِّنا الملجأُ والمعاذ، وإليه المهرَبُ والملاذ.
وإلا فبِدون ذلك تتخبَّطَنا الفتنُ من كل جانبٍ.

إخوة الإسلام :

ومن المعالِم: أن على أبناء الأمة الإسلامية مهما اختلفَت مُستوياتُهم
أن يتَّقوا الله - جل وعلا - في أمَّتهم، وأن يحرِصُوا على تقوية روابِط الاتِّحاد والوِئام،
ونبذِ التنازُع والتفرُّق والخِصام؛ فمآلُ التنازُع والتفرُّق على هذه الدنيا الفانِية
هو الضعفُ والهوان، وجلبُ الشرور والعُدوان،
ثم بعد ذلك أشرُّ الشرور: معصيةُ الرحمن.
الله - جل وعلا - يقول:
{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }
[ الأنفال: 46 ]
على الجميع أن يبتعِد عن الهوى، وعن محبَّة النفوس، وعن الأنانيَّة المُفرِطة،
وعن تتبُّع العثَرات، وجحد الحسَنات،
ونحو ذلك مما يُورِثُ الفُرقةَ والشَّتات بين أفراد أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية