فهد عامر الأحمدي
هل تعرفون «الزنبرك» أو «السستة» التي تعمل من خلالها الساعات اليدوية القديمة.. هذا الزنبرك لا يتغير وزنه سواء كان فارغاً (حين تتوقف الساعة) أو ممتلئاً بالطاقة (حين يدار لآخره)!!
وعدم تغير الوزن هذا يثبت أن الطاقة - في جوهرها - لا تملك وزناً أو ثقلاً مادياً يمكن وزنه أو قياسه.. وهذه النقطة بالذات اعتمد عليها «المؤمنون» في إثبات خروج الروح ودخولها في الجسم - حيث لا يمكن رصد أي تغير في وزن الجسد سواء كان حياً أو ميتاً، نائماً أو مستيقظاً !!
.. ولكن من افترض هذا الادعاء أصلا!؟.. من أثبت أن وزن الجسد لا يختلف بين حالتي الحياة والموت..!؟
وبسبب التاريخ العريق لهذا الادعاء لم يكن هناك مخرج غير تنظيم تجربة حديثة للتأكد من دقته.. وبالفعل حاول أحد الأطباء عام 1989 التأكد من وجود الروح في الكائنات الحية من خلال فرضية الوزن هذه، فالدكتور دونيكان ماكدوجال من مستشفى تينسي كان يؤمن بوجود الروح - ولكنه لم يكن متأكدا من امتلاكها وزناً وحيزا في الفراغ وعلى هذا الأساس حاول تتبع أثر «الروح» بوزن رجل يحتضر «قبل - وبعد - وفاته».. وكانت أول تجربة له مع مريض في طور الاحتضار موضوع على سرير إلكتروني يقيس أدنى تغير في الوزن.. وبدأت أجهزة القياس الحساسة بالعمل قبل ثلاث ساعات ونصف من وفاة الرجل واستمرت بعد وفاته لساعة ونصف.. وخلال هذه الفترة كان الرجل يفقد بالتدريج غرامات محسوبة نتيجة التعرق والتبخر، غير انه فقد وزنا واضحا - حسب تقرير التجربة - حين توفي فجأة وتوقف قلبه عن النبض..
وحين كرر الدكتور دونيكان التجربة على عدة مرضى لاحظ وجود فقد صغير (ولكنه محلوظ) في وزن الجسم لحظة وفاته.. غير أن ضآلة هذا الفقد جعلت الشكوك تحوم حول مصداقية التجربة وسلامة الأسلوب ذاته - كونه قد يعزى لأي سبب يتعلق بانهيار الجسد كالبخر وفقد السوائل!
وهذه الأيام انتهى العلماء في جامعة موسكو من تكرار نفس التجربة القديمة.. ولكنهم بالإضافة إلى محاولة وزن الجسم - بعد وقبل الوفاة - وضعوا المحتضر داخل غرفة زجاجية موصلة بأجهزة حساسة ترصد أي تغير فيزيائي حوله، ورغم أن التقرير النهائي للتجارب نفى وجود أي تغير في الوزن؛ إلا أنه تم رصد تغيرات فيزيائية مهمة عند لحظة الاحتضار.. ويعتقد الدكتور بويرس اسكاكوف أن الروح تضم جسيمات تحت ذرية ذات شحنة متعادلة (مثل النيوترونات والبروتونات والنيوترينور والنيوترونات المضادة)، وهي تسير بسرعة الضوء وليس لها كتلة يمكن قياسها (لدرجة يمكن أن تمر عبر الجبال والحيطان بلا فقد ملحوظ). ورغم صعوبة قياس ووزن هذه الجسيمات (البالغة الدقة) إلا أنه يمكن الكشف عن آثارها بأجهزة ذرية متطورة.. وخلال هذه التجربة استطاع العلماء رصد سحابة مفاجئة من الجسيمات النووية صعدت من جسم الميت فور وفاته. ورغم أن هذه الجسيمات لا يمكن رؤيتها أو التأكد من حركتها؛ إلا أنه يمكن رؤية آثارها في مواقعها الأصلية كعلامات وأشكال مضيئة في ظروف معينة (وهذه الظاهرة قد تقدم تفسيراً معقولاً لرؤية البعض للأشباح والأرواح في أماكنها الأصلية)!
... بدون شك الكشف عن وجود الروح لا يعني أبدا معرفتنا بحقيقتها أو ماهية جوهرها.. وحين تثبت جهة ما وجودها في الكائنات الحية فإنها - في الحقيقة - لا تكشف حقيقتها بقدر ما تكشف تأثيرها على تصرفات الجسد وإعطاءه «سمة الحياة».!