أبداً..ومن قالَ لكَ أنها سوفَ تقبَل إذَا ماسَنَحَت لها الفرصَة بالتَّحوّل إلى (ذَكَر)؟
ان الملاحظ وهذه هي سنة الحياة ان هناك ادواراً مقسمة على كل من (الأنثَى)
والذكَر ؟!
ومهما حاول كل طرف اخذ ادوار الطرف الآخر وممارستها ..
فإن قيامه بتلك الادوار المستعارة تظل منقُوصَة .. فالذكر وعلى سبيل المثَال ..
مهما اخذ دور ( الأنثَى ) في تربية الابناء اثناء غيابها لأي سبب كان ..
فأنه لا يمكن ان يقوم بدور الأم الحقيقي .. الذي يعني الحنان والعاطفة ..
وليس معنى ذلك عدم وجود تلك المشاعر لدى الذكَر ابداً!!
ولكنها لدى ( الأنثَى ) بشكل مختلف .. فهكذا خلقها الله .. وهكذا أوجَدهَا!!
إن اجمل شيء في ( لاأنثَى ) كونها ( أنثَى ) بكل مقومات ( الأنثَى ) المتفرِّدَة
من عاطفة وأنوثة .. من حشمة ووقار .. من حياء وخجل ..
بل من إحتياج طبيعي للذكَر .. وإشتياق اليه .. وخوف عليه والسؤال عنه ..
والاطمئنان عليه؟!
وانا لا اقصد ان تصبح ( الأنثَى ) رجلاً تشبهاً به .. فهذه مسألة مفروغ منها ..
ولكن ما أقصده ان هناك ظروفاً قاهرة وقاسية تجبر ( الأنثَى ) والزوجة تحديداً
على لعب ادوار لم تكن يوماً ما مرسومة لها او مطلوبة منها ولكن لسوء الحظ
فُرضَت عليها رغماً عنها!!
وجدت نفسها بين عشية وضحاها .. أمام واقع جديد .. يقول لها بأنكِ اليوم
أصبحتِ ذكراً .. وعليكِ تحمل اعبائه ومسؤولياته . بل وسوف تحاسبين عليها ..
وتلامين اذا ما اخللتِي بها؟!
وجدت نفسها ومن دون ان تشعر .. تلعب ادواراً اضافية .. ذكريَّة او رجاليَّة ..
بالإضافة إلى ادوارها ( الأنثوية ) التي ربما كادت ان تفقدها في زحمة الأدوار
المتعددة المتعبة التي تقوم بها رغماً عنها؟!
هذه الأدوار المتعددة التي تلعبها داخل المنزل وخارجه .. جعلتها تعيش حالة ..
من الصراعات اليومية حول ادوارها الحقيقية والمفروضة عليها!!
جعلتها تركض هنا وهناك .. من اجل الإيفاءُ بمتطلبات تلك الأدوار الجديدة ..
جعلتها تسأل هذا وتترجى ذاك وتتشفَّع فلاناً وعلاناً علُّها تنجح في اخذ حقوقها
والمطالبة بها؟!
تراها تذلُّ نفسها لمن يسوى ولمن لا يسوى وتتحمل سوء معاملة الآخرين لها
ومحاولة استغلالها لظروفها الصعبة القاهرة التي تضطرها احياناً للتنازل ..
عن كرامتها من اجل ان تثبت وجودها!!
ولك ان تتخيل أستاذ ( سَعِيْد سَلْمَان ) كل ذلك يمكن ان تتعرض له المرأة وتواجهه
حينما لا يكون هناك ( ذكَر ) يُحميها..حينما لا يكون هناك رجل حقيقي تحتمي به
ويخاف عليها ويلبي ابسط متطلباتها ومتطلبات اطفالها وهذا ما نشاهده اشباه رجال
لا يهمهم مصلحة اسرهم؟!
فهم خارج المنزل باستمرار .. وحتى ان وجدوا داخله .. مجرد شكل ليس الاّ ..
أليس هذا مُؤلِماً؟!
انظُر وإن شِئت لذلك الذكَر ضعيف الشخصية فأي فتاة تُريد أن تتحوَّل إلى ذكَر مثله
ذكر ليس بيده القدرة على اتخاذ القرار ليس بسبب (الأنثَى) كونها تسلطية أحياناً
وإن كان هذا وارداً .. ولكن لأنه عديم الشخصية من الأساس ..
ولا يمكن ان يعتمد عليه في امور المنزل والأسرة لدرجة يجبر ( الأنثَى ) على أخذ
دوره في المنزل؟!
وأنظر وإن شِئتَ..لذلك الذكر أو الزوج حينما يكون وجوده في المنزل مثل عدمه
لأنه انسان مدمن على ( الوِسْكِي )..فقد ذاته .. خسر نفسه .. ولم يعد له قيمة
او هيبة امام ( الأنثَى ) أو الزيجَة..فأي فتَاة تُريدُ أن تتحوَّل مثل هذا الذَّكَر هَاه؟!
تحَاوِل ان تعيده الى جادة الحق .. ان تقنعه بالعلاج .. ومع ذلك يصرُّ على ادمانه
ويستمر في شُرب ( الوِسكِي )!!
انظر وإن شِئت إلى هذه الزوجة المسكينة الصالحة . كيف تتمنَّى أن تكون ذكراً ..
وتحت هذه الظروف الصعبة .. وهي ترى زوجها انساناً لا فائدة منه ..
انساناً لا تستطيع حتى ان تأمنه على اسرتها وابنائها .. فماذا عساها ان تفعل ..
كيف تتصرف وهي تراه اما نائماً باستمرار بفعل تأثير ( الوِسكِي ) ..
او خارج المنزل باستمرار مع رفاق السوء؟!
ماذا تفعل وهي تراه في عالم آخر من الضَّلال والفساد والبعد عن المسؤولية ..
ماذا تقول للاطفال عن ابيهم حينما يسألون عن سلوكه الغريب عن غيابه الدائم
ونظرة المجتمع السيئة لهم بسبب تصرفات ابيهم؟!
الى متى يمكن ان تضحي وهل هناك من يستحق التضحية سوى اولئك النَّفَر ..
من الاطفال الابرياء الذين لاذنب لهم سوى انهم وجدوا اباً مدمناً منحرفاً ..
حُرموا من حنانه .. فقدوا عطفه .. خسَروا أبوته؟!
كل هذه الظروف يلِّي ذكرتُهَا تجعَل ( الأنثَى ) لاتتمنَّى ماحيت أن تصبِح ( ذكراً )
ولكنها تجبر على ذلك كي تسير دفة الحياة بها وبأبنائها وكي تضمن سلامة الاطفال
من الانحرافات وبعدهم عن المشاكل النفسية والاجتماعية .. التي قد تؤثر سلباً ..
على نفسياتهم في المستقبل؟!
بل حتَّى بعض الذكور .. ممن بلغَ من العُمر عَتياً .. تجده لارأي له ولامشُورة ..
فأمه متسلطَة عليه وهو كالحمل الوَدِيع لايَهُشّ ولايَنُشّ كما نقول أحياناً بالعاميَّة
فأي ذكُور هَؤلاء الذِينَ تتمنَّى أن تتحوَّل الفتَاة مثلهم .. وأخذ دورهم فِي الحَيَاة؟!
فوالله أني رأيتُ بعض ( الإنَاث ) متسلِّطَات اللسَان ..
ولا بإستِطَاعَة أحد كَان من كَان أن يدُوسُ لهُن على طرَف ثَوب ..
ويدافعِن عن أنفسهُن بشكل..يجعلهن يشـكرون الله..على أن خلقهِن ( إناث )..
وليس ذكور..وبعتذِرُ سلفاً من أخواني الشَّباب..إن قَسَوة عليهم بعض الشَّيء ..
وحسبِي أني أمُون وأقِفُ هنا؟!
/
/
إنتـَــر