تضم منطقة سابورهان الواقعة في الجزء الشرقي للمدينة
في أسفل جبل MT.Hisar ذي القمة المنبسطة
أكثر من 400 منزل من منازل موغلا العائدة بتاريخها إلى القرن الثامن والتاسع عشر،
فإن أردت التعرف على تاريخ مدينة موغلا ومشاهدة منازلها الشهيرة
فما عليك إلا الذهاب إلى هذه المنطقة التي تعد الأهم في المدينة،
إذ يمكنك السير بمحاذاة النهر القديم والتوقف قليلاً في أحد المقاهي
التي تغطيها أشجار الكرمة لشرب فنجان من القهوة أو الشاي التركي اللذيذ
تحت ظلها ممتعاً ناظريك برؤية البيوت التركية واليونانية الطراز
وتنسى معها الوقت والتعب.
يعتبر سكان شرق اليونان وشواطئ آسيا أول الشعوب التي استوطنت المدينة
في الألفية الرابعة قبل الميلاد، حيث تأسست مستعمرات عدة في كلٍ من
Achaean , Carian, Lonian،
بيد أن الفرس تمكنوا من السيطرة عليها في عام 546 قبل الميلاد
ثم استولى عليها الاسكندر الأكبر،
وعند ظهور الدولة العثمانية قرر العثمانيون واليونانيون التعايش معاً،
فمارس اليونانيون مهناً كثيرة كالتجارة والخياطة وأنشؤوا مطاحن الحبوب والمخابز
بينما عمل الأتراك في تربية الماشية والزراعة،
وبعد تأسيس الجمهورية التركية هاجر اليونانيون لكن بيوتهم بقيت على حالها،
وكانت شاهداً خالداً على حضارتهم في منطقتي
سابورهان (Saburhane) وكوناكلتي (Konakalti)
من خلال مابنوه من منازل تميزت عن البيوت التركية
بواجهتها الحجرية وأعمدتها الصلبة، وبنائها من الحجر القاسي
وعدم وجود باحة خلفية لها،
ولم تقتصر آثار اليونان على ذلك بل شملت الأبنية العمرانية العامة
في أماكن المدينة المعروفة ومن أهمها برج الساعة
المبني من قبل اليوناني فيلفيان (Filivan) في عام 1895
في البازار العثماني (Arasta) مركز الصناعة والتجارة في المدينة القديمة.
أما إذا شاهدت وأنت تجول في شوارع سابورهان
الأبواب والبيوت المزدوجة فاعلم أنك أمام البيوت التركية
بطرازها العثماني التقليدي المتميزة بأسطحتها الحمراء اللون وجدرانها البيضاء
التي تتدلى منها النباتات الخضراء مكونة تمازجاً لونياً جميلاً
يضفي عليها سحراً خاصاً، وقد زينت شرفاتها بحواجز خشبية ذات نقشات جميلة
وبنيت حماماتها ملاصقة لجدران البيت،
بينما ساهمت الفسحة الأمامية (Hayat) والمدخل الأمامي (Kuzulu Kapi)
في إعطاها طابعها الشهير الذي زاد من أهميته الأبواب والمواقد
التي تعد بدورها من السمات البارزة لهذه البيوت،
حيث يستخدم لبناء الموقد 52 قرميدة مصنوعة محلياً،
لكن عموماً فإن تصميم البيت وهندسته وجميع تفاصيله الصغيرة والكبيرة
منها تعبر عن خصوصية البيت التركي وتحمل في مضمونها معنى واحداً فقط وهو العائلة.