فى ليلة حالكة الظلام رأيت والدتى تخرج بخطوات ثقيلة تمشى بكلل وتعب وعلى رأسها عصابة بيضاء ببياض قلبها الطاهر سألت اخوتى وقالوا امك ستلد طفلا فرحت برغم مرارة نظرتها الينا توقفت ونظرت لنا جميعا فكانت نظرة الوداع ودعت جنبات بيتها المتواضع وغرفتها التى طالما أقامت فيها الليل وأحيته ودعت كل ذكرى جميلة وعند خروجها التف الجميع حول المدفئة ننتظر خبر ولادتها وفى صباح اليوم التالى رأيت اخوتى يتباكون وينتحبون وكنت أبلغ السابعه من عمرى ، حاولت ان اتجاهل الواقع وذهبت بقرب أبناء عمومتى لكى ألعب معهم وقالوا : أمه ماتت مسكين ، تباعدت عنهم وجلست والدموع أغرورقت حول محاجر عيونى وافترت رغما عنى وشاهدت والدى يبكى وماأصعب دموع الرجال فرحمك الله يامن تعلمت منك كل خير وبر ومعروف يامن علمتينا على البذل والحب والطموح وأسأل الله بمنه وكرمه ان يسكنك فسيح الجنان وان يجمعنا واياك فى خير من هذه الدار