اعتبرت السلطات الروسية عملية اقتحام مسرح موسكو التي أدت إلى الإفراج عن غالبية الرهائن نجاحًا لأجهزة الأمن رغم سقوط أكثر من 90 قتيلا في العملية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "نعتذر عن أننا لم نستطع إنقاذ جميع الرهائن، لكننا نؤكد أنه لا أحد يستطيع أن يلوي ذراع روسيا".
ويرى الدكتور عاطف معتمد المتخصص في الشؤون الروسية بشبكة "إسلام أون لاين.نت" أن هناك عدة أسباب وراء نجاح الروس في إنهاء أزمة الرهائن بسرعة، أولها ضعف خبرة الخاطفين، وعدم التنسيق بينهم وبين القيادة الشيشانية.
قلة خبرة الخاطفين
وأشار إلى أن قلة الخبرة بدت واضحة في 3 عناصر: أولها ما تعلق بتصريحات محتجزي الرهائن التي شابَهَا التردد وعدم الثقة، مقارنة باللهجة الشديدة التي يتحدث بها المقاتلون الشيشان عادة.
وأوضح أن قلة الخبرة ظهرت أيضًا في إفراجهم عن أعداد من الرهائن على مراحل متتابعة، إضافة إلى استخدام الرهائن للهواتف الجوالة، وهو ما أعطى فرصة للمحققين الروس للتعرف على أوضاع المسلحين، وعدتهم، وطرق تحركهم، وأسلوب تعاملهم مع الرهائن، والمراكز التي يهتمون بالسيطرة عليها داخل المسرح.
وأضاف أن العنصر الثالث كان "استعجال المجموعة المسلحة في تحديد ساعة الصفر، وجعل توقيتها في فترة الصباح المبكر، وهو الموعد الذي تهدأ فيه حركة المتابعة الإعلامية؛ الأمر الذي أتاح للقوات الروسية أن تقوم بعمليتها في هدوء إعلامي، خاصة في ظل التوقع بوجود عدد ضخم من الضحايا".
التحليل النفسي
وأشار إلى أن المحللين الروس لعبوا على البُعد السيكولوجي في تحليل الأزمة، موضحًا أن تاريخ المقاومة الشيشانية معروف، ولم يسجل في أي فترة اعتداء على المدنيين، في الوقت الذي توجهت فيه العمليات الانتقامية إلى العسكريين الروس.
وأضاف أن هذا التحليل أعطى للروس دفعة في ترجيح اقتحام المبنى، وعدم أخذ تهديدات المحتجزين بتفجير المسرح بمن فيه على محمل الجد.
الدور الإعلامي
وأشار إلى أن الإعلام الروسي لعب دورًا كبيرًا في الضغط نفسيًّا على محتجزي الرهائن، موضحًا أن هذه الوسائل ركزت بشكل مكثف على أمرين:
الأول: التكهن بالمصير المشئوم الذي ينتظر الشيشانيين في موسكو وروسيا بأسرها بسبب هذه العملية، وهو ما شكل ضغطًا على محتجزي الرهائن.
والأمر الثاني: قيامها بالتعتيم على أي مطالب لمحتجزي الرهائن، وفصل ما يحدث في مسرح موسكو عن الحرب في الشيشان، وتصوير الأمر على أنه جزء من مسلسل الإرهاب الدولي، وأن العملية تُعد "11 سبتمبر روسية"، والربط بينها وبين ما حدث في الهجوم على ناقلة النفط الفرنسية وتفجيرات بالى بإندونيسيا.
وأشار معتمد إلى أن هذا الدور الإعلامي دفع السلطات الروسية إلى المضي قدمًا بحسم وسرعة في تنفيذ خيار الاقتحام، بغض النظر عن عدد الضحايا.
تصميم مبنى المسرح
وقال معتمد: إن طبيعة تصميم مبنى المسرح المليء بالفتحات والمداخل، وتوافر رسومات كروكية له.. سهلت من مهمة القوات الروسية في اقتحام المبنى.
وكانت مجموعة من المسلحين الشيشان قد احتجزت مساء الأربعاء 23-10-2002 نحو 700 شخص، بينهم أجانب في مسرح بموسكو، مهددة بتفجير المبنى إن لم تُنهِ روسيا الحرب في الشيشان، وتسحب قواتها من الأراضي الشيشانية
العرض العادي
