منذ بدء الخليقة، منذ فجر التاريخ ، كانت الكلمة، فهي وسيلة الاتصال بين الناس, وأداة التخاطب, وجسر التلاقي والتفاهم ,وهي الخيط الذهبي الذي يجمع بين القلوب,وبفضلها شعت شمس الحضارات بين الأمم , وتواصلت الشعوب بها، تمت التحية, وكم من كلمة غيرت مجرى الحياة, فأضاءت في النفس شمعة المحبة والسلام فكانت نور أمل ساطع في سواد ليل اليأس .
كلمة تسعدنا وكلمة تشقينا , كلمة تفرحنا وكلمة تشعلنا حزنا كالحطب اليابس فوق اللهيب, كلمة تشجعنا وكلمة تحبطنا ، كلمة تؤنسنا وكلمة تزرع فينا الوحشة ، كلمة تضعفنا وكلمة تجعل منا أقوياء ، تشعل في أعماقنا قناديل الأمل .
إن الكلمة الطيبة هي الكلمة الرائدة في حياة المؤمن، إذ بها تبلغ النفوس سعادتها وتدرك القلوب راحتها، فهي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتوحد بين صفوف الأمة وتصلح بين المتخاصمين وتقرب بين المتباعدين ، إن القسوة التي تفرضها الظروف يمكن أن تزول بكلمة حلوة إنها سلاح سحري نكفل بها التواصل الدافئ بين قلب وقلب، وعقل وعقل، وتعزز العلاقات وتترسخ وتدوم على أساس من الثقة والصفاء والاحترام والوفاء .
وخير ما نستشهد به هو قول الله تعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم
لا ترم الناس بالأحجار وتنتظر أن يرموك بالأزهار لا تتكلموا إخواني إلا بخير واسعوا بأمتكم الى ساحات البر وميادين التقوى ، نزهوا ألسنتكم عن خبيث القول ، وسيروا على دروب الحق تسعدوا في الدنيا والآخرة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تحياتي