بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جئت اليوم لأقص لكم قصة ذرفت منها كل العيون في مدينتي ووجلت منها قلوب الكثير بل بكى لها العلماء والشيوخ في أنحاء المدينة قصة أخ لكم في الله الأخ محمد سامي .
مات الأخ لكن على أي عمل ... مات الأخ لكن على أي خاتمة مات سأقص عليكم الأمر.
جاءني الخبر حين كنت في مدينة غير مدينتي إتصال من أخ في الله يقول لي أخي لقد مات أخونا محمد سامي فظننت أي أخ من أخواننا ممن اسمهم محمد سامي غير الذي مات لصغر سنه فهو لم يتعدى الـ 18 عاماً ولم يكن مريضا فقد كان قوى البنية من طالعه لا يعطيه سنه بل يعطيه سناً أكبر من سنه بكثير رحمه الله قلت له أخي كيف الوفاة قال لي غرق في النيل فتعجبت قلت كيف وبلدنا ليست في النيل انتظرت صباحاً ثم هرولت مسرعاً أستقل سيارة لأصل بها عائداً لمدينتي حيث هي أيضاً مدينة الأخ محمد سامي رحمه الله وطيب ثراه وأنزله الله منازل الشهداء.
فلما رجعت استبينت الأمر فعلمت عنه من حسن الخاتمة ما أثلج صدري وأفرح قلبي وبشرني خيراً علمت أنه قد خرج إلى أحد البلاد بصعيد مصر خرج بنية أن يعتكف وينظف قلبه مما علق به من الشهوات والشبهات وما إلى ذلك فقد كان سنياً يطلب العلم الشرعي رحمه الله وقد كان أكثر إخوانه الأشقاء علماً رغم حداثة سنه وصغره.
وكان كل يوم يقول لمن معه كلمة ما أحلاها وما أطيبها كان يقول: " أرواحنا في سبيل الله تهون ... وليكن ما يكون"
وكان قد خرج بإصلاح نيته لله أنه في سبيله تعالى قاصداً رب العزة أن ينظف قلبه من كل دنس رحمه الله وفى الوقت المحتوم الذي أراده الله وقدره سبحانه من شدة الحر هناك فمعروف عن صعيد مصر بارتفاع الحرارة هناك هم الأخ محمد سامي أن ينزل إلى النيل يغتسل في الماء فلما نزل أخذه الماء فغرق رحمه الله والغريق شهيد ونحسبه كذلك إن شاء الله ولا نزكى على الله أحداً.
يقول من رأى غسله وحضره أن وجهه كان محمرا وكأنه قادم من الشمس مضيء.
والمبشرات كثيرة فعند الكلمة التي تقال على القبر أطال الأخ فعندما قال له أحد الحاضرين أنهى الكلمة وادعوا رد الأخ بأن دعوني أعبر عن ما في قلبي لأخي فشعرت وشعر أخوة ممن حضروا بريح ونسمة باردة جاءت وسبحان الملك.
وأما عن الرؤى الصالحة فكثير أذكر ما عرفناه منها حتى الآن:
* رأيته وكأنه يمشى أمامي فرحاً مسروراً فناديت عليه وقلت له يا أخى أكلمك قال لي خلاص وهو يمشى مبتسما فرحاً وكأنه يقول نزلت بنعيم لا أنظر بعده ورائي على هذه الدنيا العفنة المليئة بزيف المتع.
* ورؤيا أخرى رآه أحد الأخوة وجثمانه في الطريق من الصعيد إلى بلدتنا عند الحجر الأسود عند الكعبة يدعو الله رافعاً يده وقال سأقيم له عمرة وأذهب في نفس المكان وأدعو الله له إن شاء سبحانه.
* وهذه الرؤيا حدثني بها أخى الذي اتصل بي وأبلغني الخبر ورأتها أخت فاضلة حدثت بها أمه فحدثت أباه وقالها لنا وقال وكأن الرؤيتان نسخة واحدة وهى رأى الأخ والأخت أخانا محمد سامي على سرير كبير ومن شدة الضوء لا يستطيعون أن يحدوا النظر في السرير ومحمداً على السرير تداعبه زوجة من الحور العين رحمه الله.
* ورآه أخ آخر قال رأيته مرتدياً ملابس بيضاء وقال له استوصي بأبي خيراً.
* ورآه أخ أخر راكباً سيارة يطير بها طيراً وهو فرحاً فنادى عليه نظر إليه وهو مبتسما ولم يقف وكأنه يفر من الدنيا فراً.
ويكفى أن أقول لكم أن آخر كلمة قالها له أبوه قبل سفره إذهب بني فإني راضٍ عنك.
وقد حضر جنازته جمع غفير من الناس نسأل الله أن يشفعهم فيه وحضر جمع من العلماء نسأل الله أن يشفعهم فيه.
وكان موته في المدينة حديثاً يدعى به الناس أن هلموا إلى طاعة الله فقد وجدنا أقرانه ممن هم في سنه يواظبون على الصلاة في المسجد وكانوا لا يصلون أصلاً معتبرين به.
ورحمه الله كان قد علق ملصقة في مكتب عمله مكتوب عليها ) بادر بالتوبة فالموت يأتي فجأة )
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينزله منازل الشهداء وأن يكون قد زف إلى زوجاته من الحور العين في الجنة ونسأله أن يجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى وأن يشفع لنا وأن يلهم والديه وإخوانه وأصحابه صبراً على فقده إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أخوكم
الداعي بالحسنى غفر الله له ولوالديه ولجميع الموحدين
منقول لندعو الله عز وجل قولوا آمين الله يجعلني واياكم من الذين ينظرون إلى الله عز وجل في الفردوس الأعلى غدواً وعشياً وأسأل الله أن يعصمني وإياكم من كل الكبائر التي تخلد في النار عصمة أبدية ولا يجعلنا نفعلها أبداً أسألكم بالله تقولو آمين
[Unload]أسألكم بالله تصلو على نبينا حبينا محمد 3 مرات[/Unload]