السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
((( من يخرجنا من هذه المزبلة )))
ها قد عدنا .. حيث كنا ..
هنا .. في موقعنا الشاذ ..
هنا .. في ذيل القائمة ..
هنا .. تحت الجزمة ..
هنا .. حيث تتراكم الجيف المنتنة ..
هنا .. حيث تفوح رائحة الموت ..
هنا .. حيث تمتهن كراماتنا ..
هنا .. حيث تنتهك أعراضنا ..
هنا .. حيث يتبول الصليب على مصاحفنا ..
هنا .. حيث يشتم الأنذال نبينا صلى الله عليه و سلم ..
هنا .. حيث يدوس الكفار على رقابنا ..
هنا حيث يعرينا الأعداء و يصورون عوراتنا ..
هنا .. حيث يطأ الأوغاد فروج إخواتنا ..
هنا .. حيث يموت المسلمون جوعاً ..
هنا .. حيث يهلك المؤمنون برداً ..
نعم عدنا .. حيث كنا ..
هنا .. في مزبلة التأريخ ..
فماذا دهانا ؟؟
هل فقدنا غيرتنا و مروءتنا ؟؟
ماذا أصابنا ؟؟
هل مات الرجال و أنتهت الرجولة ؟؟
فأين أم عمارة ؟؟
حتى تعلمنا كيف نكون نساءً مثل ما كانت ..
لله درك يا أم عمارة ..
فما الذي حل بنا ؟؟
هل إستلذينا الذل و الإهانة ؟؟
فأين الخنساء ؟؟
حتى تعلمنا كيف نحافظ على كرامتنا ..
أين الخنساء ؟؟
حتى تشرح لنا كيف نكون إناثاً مثل ما كانت ..
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن نضحك كما يضحك السكارى ..
و الصليبيون يتدالون إخواتنا كما نتداول الأسهم ؟؟
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن ننام كالأموات ..
و الكفار يتبولون على مصاحفنا و يضعونها في مراحيضهم ؟؟
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن نتعصب للرياضة ..
و العلوج يشتمون خير البرية صلى الله عليه و سلم و يتخذونه سخرياً ..
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن نتفاخر بأنسابنا و أحسابنا و سياراتنا و جوالاتنا ..
و بساطير الكفار على رقابنا ..
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن نصوت للمطربين و نشجع الفنانين ..
و إخواننا يعذبون و تمتهن كرامتهم في أبو غريب و غوانتانامو و باقرام و النقب ..
و غيرها من سجون الصليب و الصهيونية ..
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن نأكل كما تاكل الأنعام ..
و إخواننا يموتون جوعاً في النيجر و الصومال ..
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن نرفل في الأصواف كما ترفل الخراف ..
و إخواننا يموتون من البرد في باكستان ..
كيف طابت أنفسنا ؟؟
أن نعيش في هذه المزبلة ..
يا ويحنا ما ذا أصاب رجالنا .. أوما لنا سعد و لا مقداد ؟؟
هل نريد أن يعود لنا خالد و عمرو و سعد و أبو عبيدة ..
أم أننا ننتظر المهدي و عيسى ابن مريم أن ينقذونا ..
أم ترانا نرقب الطير الأبابيل ؟؟
أو ربما أننا ننتظر قرارات الشجب و الإستنكار و إستدعاء السفراء ..
أو ربما أستعذبنا الفتاوى الصليبية و ركنا اليها و أخلدنا الى الأرض ..
هل أضحت أمة المليار أضعف و أهون من أن تقاطع البيبسي كولا و حليب النيدو ؟؟
و هي خير أمة أخرجت للناس ؟؟
هل باتت منتجات أعدائنا أهم عندنا من المصحف الشريف و جناب النبي صلى الله عليه و سلم ..
و من دماء المسلمين و أعراضهم و مقدساتهم ..
أين أنتي يا أمة المليار ؟؟
هل يعقل أن نكون نحن غثاء السيل و رويبضات الزمان الأخير ..
ألا يوجد في مليارنا من يخرجنا من مزبلتنا ..
فمتى نستيقظ من غفلتنا و نصحو من سكرتنا ..
و نحرك الإسلام العظيم و نخرجه من صوامعنا الى ساحات الوغى ..
متى نفهم قضايا الأمة و نجعلها شغلنا الشاغل ..
متى نقرأ تاريخنا الحافل و نعرف كيف كان آبائنا يديرون أزماتهم و يكسرون أعدائهم ..
متى نخرج من هنا .. حيث كنا ذات مرة ..
و نعود هناك .. حيث كنا كل مرة ..
حيث كنا ..
جبالاً في الجبال ..
طيب الله أوقاتكم ..