المدرّسة الألمانية المسلمة إيمان زايد فضّلت التخلي عن وطنها الألماني على التخلّي عن حجابها الإسلامي..
هذا القرار الصعب اتخذته بعد معاناة طويلة قضتها في نزاعات مريرة مع القضاء ومعاهد التدريس الألمانية دفاعا عن ارتدائها الحجاب الإسلامي، الذي تعتبره جزءا لا يتجزأ من شخصيتها.
وقصة المدرسة الالمانية المسلمة إيمان زايد (46 عاما) بدأت في العام 1999 متزامنة مع قصة المدرسة الأفغانية المسلمة فريشتا لودين، عندما أصرتا معا على ارتداء الحجاب الإسلامي أثناء مهنة التدريس.
وتجاوب القضاء الألماني، لأول مرة، في معالجة قضية ارتداء الحجاب أثناء العمل، وطالت هذه القضية مختلف الأحزاب والجمعيات والنقابات بين أخذ وردّ، انتهى بقرار من المحكمة الدستورية الاتحادية العليا قضى بترك حرية القرار حول ارتداء الحجاب لحكومات المقاطعات.
وفشلت لودين في المحافظة على حجابها أمام محكمة مقاطعة <<بادن فيرتنبرغ>>، لكنها لم تسحب القضية من التداول وبقيت مصرّة على متابعتها.
أما المدرسة زايد، فخسرت في أيار الماضي قضيتها أمام محكمة مدينة <<ليبزغ>>، وترددت بين كابوس الضغط على لقمة عيشها وصرفها من الخدمة، وبين خلعها للحجاب الإسلامي، إلى أن اتخذت قبل أيام أصعب قرار في حياتها: التخلي عن وطنها الألماني وعن وظيفتها ومغادرة البلاد نهائيا حرصا على حجابها الإسلامي!.
وهي وجدت مخرجا بالحصول على عمل خارج ألمانيا في مدرسة أوروبية، لا تفرض عليها خلع حجابها الإسلامي.
وترك قرار المدرّسة زايد بمغادرة الوطن حرصا على الحجاب استياء في الوسط السياسي الألماني، لأنه يأتي في وقت تسعى فيه ألمانيا لتعزيز اندماج الأجانب في مجتمعها. وأعرب وزير الثقافة في مقاطعة ساكسونيا السفلى برند بوزمان عن دهشته لقرار زايد تركها ألمانيا، مشيرا إلى جهود طويلة بذلت معها، من دون جدوى، للتراجع عن قرارها.
ويعكس قرار زايد بمغادرة وطنها حالة سلبية على الجمعيات والروابط الأجنبية التي تعمل لتعزيز الاندماج داخل المجتمع الألماني. وتأتي الصعوبة في كون المدرّسة زايد ألمانية الأصل والمولد، وكانت تدعى إيريس بورتغي وتنتمي للديانة الإنجيلية قبل اعتناقها للديانة الإسلامية بعد زواجها من مواطن سوري في العام 1990 ونهاية دراستها الجامعية في مدينة هانوفر، حيث تخصّصت في مجال العلوم الشرقية والتربية واللغة العربية..
واللافت في قضية إيمان زايد هو الإفادات الإيجابية التي رافقت حياتها المهنية، منذ بدايتها في مدرسة خاصة لتأهيل الأطفال المعاقين إلى بداية التدريس الرسمي في مدينة <<سولتاو>> حيث يشير مدير المعهد إلى كونها <<قديرة جدا، صريحة وتكتسب محبة التلاميذ بسرعة>>.. ودفعت قضية منعها من ارتداء الحجاب الإسلامي بتلاميذها إلى تنظيم تظاهرة أمام المجلس البلدي لمدينة هانوفر، للمطالبة ببقائها في وظيفتها وعدم التضييق عليها بسبب الحجاب