يتجدد موعد ويختفي الآخر..
يتصبب عرقاً..يستغيث..يغرق دون بحر..
يتلعثم..يقف حائراً..يرتجف دون أدنى قرصة شتاء..
يراقب في الكون مجموعه نجوم ليست ذات أهمّيه..
ولكن يكفيها من الأهميه لكونها بريقيّه..
أُشير بيدي قبل عيناي محاولاً إحصائها ولكن..
يلا الأسف هي من بين الفصول خريفيّه..
أُقيد الحزن بالليل..وأُلزم الصمت على الشموع..
وأحبس في شفاة المسافه كل أشتياقـ..!!
وأقعد هناك ملوماً محسوراً في ركنٍ أشبه بحطبٍ مُقاد..
إرتادتني دموع الامل تظن أنها ستمحي خصام أثنين..
واحداً يُدعي جرحاً من عدم..والأخر يُلاحقني فلا يكفيه ألم..
إستفاقت على الكثير من الأستفهامات وختمت أسألتها بكلمة..من أي النيران أنت..؟
أخذت قلبي وأودعته في مقبره النسيان منذ سنين..
وأنصرفت لإقناع هواها الجديد..فجمد حرفي وصدِأ قلمي الحديد..
وعندها لم أعرف حتى كيف سيتصرف جائعي الفقير..
نعم لا ضِرار بأن أكون فقير..
ولا شجار سيضفي جمالاً على مجرد عشقاً حقير..
وليس من العدل أستسلامي لإشاعه تكسر قيد الاسير..
لا بأس فلا أذكر لشرياني ووريدي أي غدير..
*********
المحيطات شاسعه والبحر كقطره وربان السفينه غرقى..
كالأمواج تميّزت بعلو قامتها,,كالهوى في أوج هامتها..
سرعان ما تسند الرياح لطمتها..
وسرعان ما تتزايد دقات القلب..تخشى التوغل في عُمقها..
تضرب وتضرب الصواعق كل ركنٍ من أركانها..
تشتد حدة صراع الطبيعه..تبحث من بين مساحات السفينه عن شيئاً يتوّقها..
هدأت العاصفه وحال على البحر كل ركود..
وحطام السفينه قد طفى على أرض الوجود..
وحلم الامس يحتشد ذكرى طريق نسيانها مسدود..
بفضل إختصار اليوم للغد بات كل شي موؤود..
*********
أحد ألواح السفينه من حسن حظها وحظي أننا كنّا عائمين..
كلانا نجونا..وكلانا خسرنا..وكلانا الى بر الأمان إرتمينا..
أفترقنا بمجرد كتماننا لفرحتنا..
فهناك على مراسينا يقف من يرحب بعودتنا..
وأخيراً وصلنا..بادروني بسؤالهم عن الهدايا..
فأدمى لهم كفي صدق المحبة والشعور..
ودمعت لهم عيني قطره لم تهنأ بتذوقها كل البحور..
*********
قادني صديقي الى منزلهِ الجسور..
وبينما نحن نسير عبر جسر الأسئله تتغلغل في القلب الأهمله..
يا صديقي يكفي أإتعد وتنحى عن جرح كتفي..
قال:أستاذي أنسيت أنك معلمي..؟
قلت:وما شأن ذلك بحرقة مدمعي وجرحي..
قال: أنت بالامس ما قد خنتني..
أنت بالأمس أخذتني وفي برد الشتاء كنت كمعطفي..
قلت:يا صديقي آلا تراني ماثلاً أمامك أشكوك لموقدي..؟
قال:أستاذي ماذا جرى لك ألا ترى في عيني لهفتي..؟
أستاذي أطمئن وأهدأ قليلاً فبلل ثيابك يجمّد أضلعي...
قلت:يا تلميذي المطيع أما أستوعبت درساً فيه تألمي..؟
قال:لا..ولكن الضوء في عينيك والليل معمتي..
قلت:أذاً أذهب الى فراشك وخذ عني حلم ليله تُجزم فيها أني بريء..
قال:أستاذي تبدو الهشاشة في قلبك ونبضاتك محتاره ما بين رحيلك والمجيء..
قلت:لا تخشى شيئاً ودعني أخلد في سبات أمسي قبل أن يخلد في صدري جرحاً دنيء..
**********
أنتظرت حتى غرِق تلميذي في سبات عميقـ..!!
ففتحت غطاء زجاجة العطر..!!
فأودعت في أحشاءها رساله إليها..!!
ليس بها سوى رُقيقات دمائي..ومائي..وإشتياقي..!!
نار الإنتظار..