أخت عرفتها ...
كانت تحب الخير وأهله تحرص على الصلاة تحب الذهاب للمحاضرات في المسجد تحب حلقات القرآن ولكنها إذا اجتمعت مع صديقاتها لا تدع أحد إلا وقد اغتابته , ترى عيوب غيرها ولا ترى في نفسها ما يعاب .....
كم مرة قرأت وكم من مرة سمعت هذه الرسالة الربانية الخالدة :
ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم
ولكنها كانت عندما تقرأها لا تتخيل أنها هي المخاطبة بهذا الخطاب ولا يخطر في مخيلتها ...قالت لي يوما وكنت أحدثها عن رسائل الله لنا :
لقد أرسل الله الرحمن الرحيم رؤيا تقشعر منها الأبدان رؤيا مهولة لقد رأيت فيما يرى النائم أني في مكان مخيف موحش
قد امتلأ رجالا ونساء لهم أنياب ومخالب ويأكلون لحماً
آدمياً ولهم ضحكات مخيفة مروعة وكان المكان يكتسي
بلون الدم ...
تقول:
كنت معهم أضحك وأنا أريد أن أبكي خوفا وحسرةً وهلعاً
كانت بيدي قطعة من ذلك اللحم وكنت متقززة من أكله إنه يقطر دماً ..!!
كنت أقف في زاوية من ذلك المكان أريد الخروج لا أريد سماع تلك الضحكات لا أريد أن آكل من ذلك اللحم النتن ...
تقول :
كنت أقربه لفمي ولكني أكرهه أسمع الضحكات والحديث فأخاف أشد الخوف ....
فجأة وأنا على هذا الحال استيقظت من النوم وأنا أبكي
فلم يأت في نفسي غير هذه الآية ..
ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم
كنت أرى ذنبي صغيراً ولكنه عند الله كبير ....
علمت معنى قوله تعالى :
( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )
فحينها استشعرت معنى فكرهتموه ... تبت من ذلك الذنب العظيم بتلك الرسالة .
وأخيراً ....
تــــــــــــــــــــــذكر/ي
بمعنى الحديث (( هل يكب الناس على وجههم في النار الا من حصاد ألسنتهم ))
فيجب علينا حفظ هذا اللسان الذي يوردونا الى المهالك
فجعلني الله وإياكم ممن للسانه يظل رطبا بذكر الله
(( آآآمين )))
العرض العادي
