بسم الله الرحمن الرحيم
صديقة عمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية أرسلها لك أرق وأعذب من نبع ماء ، أحر من جمر يلتهب تحت وطأت لهيب النار ،أخطها عبر أوراق مبللة برحيق الورد والرياحين ، وأبث إليك أشواق يعجز اللسان والقلم عن أن يعبروا عنها ، وبعد كيف أبدأ...ماذا أقول ... لا أدري ... لقد مضى على فراقنا سنتان مضتا حملتا معهما الكثير الكثير من الأحداث منها المفرح و المحزن ، لكن أكثر ما كان ينقصني هو أنت، صديقة الصغر و العمر الطويل، فأنا من دونك كطفلة تاهت وسط الجموع وفرت دمعتها من العين تسيل وتنحدر على الخدين باحثة عن وطن يؤويها و صدر يضمها ويبعد عنها شبح الخوف ، اشتاق لك كشوق رمال الصحراء للمطر ، وشوق المؤمن للقاء ربه ، أتذكرين القمر ... أراك بوجه القمر كأسطورة خريف غزلتها أطياف السهر ، وأراك بأوراق الشجر حين تحملها رياح الخريف الباردة معلنة قدوم الشتاء القارس ، الذي يشبه في برودته بعدك عني ، ويمضي الشتاء ولا يسمع صوت إلا صوت ريحه التي تعوي في ذلك المنزل المهجور ، هذا المنزل هو أنا بوحدتي وغيابك عني ،أتسمعين موج البحر ، أتذكرين شاطئنا حيث كنا ندفن تعبنا وأحزاننا ، لنعيش في عالم آخر حيث أنا وأنت وأحلامنا البسيطة ، في عالم من الخيال والورود الملونة بألوان الربيع بألوان صداقتنا، وليالي الصيف الصافية حين كنا نسهر أنا وأنت والأصدقاء والأهل نتسامر ، ويمضي الليل دون أن ندرك أن الفجر أقبل بأولى نسماته لتداعبنا وتقول ألم يحن موعد النوم ، ألم يحن الوقت لترتاحوا قليلا ، فنضحك قائلين: ومن يريد النوم نحن بأفضل حال دعنا أيها الفجر، وأخر طلوعك فما زلنا في بداية السهر ومازال هناك الكثير لنقوله ونقصه ،ثم لا نلبد إلا أن ننهض مودعين بعضنا، نبقى أنا وأنت إلى أن تشرق الشمس ونستقبلها بابتسامه عريضة مشرقة كنورها الساطع ، أيتها الصديقة الغالية ألم يحن موعد العودة واللقاء ، ألم ينل البعد منا ما أراد أم مازال يحمل لنا الزمن من البعد والأشواق الكثير ، ألم يحن الوقت لنقول للبعد كفى وللزمن انك لن تفرقنا وسنلتقي من جديد ولن يبعدنا الموت نفسه سنلتقي هناك في ذلك المكان الأبدي حيث لا فراق ولا أحزان هناك في جنة الخلد ، فإن لم تجمعنا الدنيا والحياة من جديد فهنالك موعدنا حيث رحمة ربك تظللنا بظلها والأنهار تجري حولنا فإلي ذلك إلقاء أودعك و أتركك في رعاية من لا ينسى رعاياه
صديقتك التي لم تنسك
حكاية
العرض العادي
