18-07-2006, 03:15 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
( ود جديد )
|
حلقة في طاش ماطاش 14
|
|
|
|
ناصر شاب لا يخاف مهما كانت الضروف فهو يتحدى أن يقوم أحد بترويعه بأي طريقة كانت فإنه وبرغم ضعف بنيته الجسمية لا يستطيع أي أحد أن يقوم بإيذائه فهو يستخدم ابسط الطرق ليدافع عن نفسه ويقوم بترويع العدو ليذهب خاسراً فمن الطرق التي كان يستخدمها للترويح عن نفسه أنه كان يستمع إلى الأشرطة المسجل فيها أصوات الوحوش والأسود والذئاب وأصوات الحرائق والصراخ ويقوم أيضا بمشاهدة الأفلام المرعبة وبكثرة حتى عند قيامه بنزهة للبر يقوم باصطحاب التلفاز والفيديو ويقوم بتشغيلها عن طريق بطارية خاصة يشاهد أفلامه المحببة هناك.
وذات ليلة كان الجو مليئاً بالغيوم و(ملائماً) ومطيراً فقرر ناصر أن يصطحب بعض أصدقاءه والخروج إلى البر ليستمتع بالجو المطير وليقضي ليلته المرعبة هناك , وكان لناصر أخ يدعى عبدالله , حيث كان عبدالله لا يرتاح للأفلام التي يقوم ناصر بمشاهدتها وكان عبدالله لا يدري بأن ناصراً سيقوم باصطحاب جهاز التلفاز والفيديو معه إلى البر, وبعد وصول ناصر ورفاقه إلى البر باصطحاب عبدالله قام الجميع بتحضير العشاء ومن ثم تحضير الشاي والقهوة , وبعد ذلك قام ناصر بتشغيل أفلامه المحببة وما إن سمع عبدالله بهذه الأصوات المخيفة جداً ارتعش وشعـر بالخوف وما زاد عبدالله خوفاً هو الظلام الداكن في البر وصار عبدالله جالسا لوحده في زاوية بعيداً عن التلفاز وعن الأصوات المخيفة مع قيام ناصر وبعض أصدقاءه بزيارات متفرقة لعبدالله لإزالة الخوف من قلبه ولإشعاره بالطمأنينة , وكان كل تفكير عبدالله في العودة إلى البيت بسلام , وما إن انتهت الرحلة قاموا بجمع أغراضهم ووضعها في السيارة وما إن هم في الطريق عائدين إلى البيت اعترضتهم إحدى السيارات فحاول ناصر أن يتفاداها ولكن كان الطريق ممتلأً بالأمطار فاختل توازن السيارة واصطدموا بأحد أعمدة الكهرباء على جانب الطريق فقام بعض الناس الموجودون هناك بإسعافهم ونقلهم إلى المستشفى ولكن لم يصب أحد منهم بأذى وبعد الكشف عليهم في المستشفى والتأكد من صحتهم خرجوا من المستشفى بسلام وبعد ذلك ذهب ناصر إلى سيارته ووجدها لا تسر وقرر بيعها لأنه لا يفيد إصلاحها ثم عادوا إلى البيت . وبما أن ناصر قد خسر سيارته فإنه لابد وأن يستخدم سيارة عبد الله في قضاء أعماله ولكنه لم ينس أشرطته المفضلة التي كان يحتفظ ببعضها في البيت فكان عند استخدامه لسيارة عبدالله يحمل هذه الأشرطة معه ليستمع إليها , وكان ناصر يترك هذه الأشرطة في السيارة التابعة لعبدالله في وضع التشغيل . وكان ناصر عند انتهائه من قضاء حوائجه يعيد السيارة إلى عبد الله وفي نفس الوقت يقوم عبد الله بالذهاب عـلى سيارته للتنزه , وعند قيام عبدالله بالتنزه فجأة ظهر له صوت مروع مخيف وهو لا يدري من أين جاء هذا الصوت وفي ظنه أن هذه الأصوات ما هي إلا تخيلات لما حدث في تلك الليلة وأن هذا الصوت سينتهي ولكن هذه الأصوات تزداد من حين لآخر وزاد جنون عبدالله معها ثم عاد إلى البيت مسرعاً وأطفأ محرك السيارة بعجالة حتى أنه نسي أن يتأكد من أمان السيارة وبعدها قام بشرب قليلٍ من الماء ليذهب الخوف ثم التحف لحافه( مشرشف) (بطانيته) ونام بعمق , وفي اليوم التالي اتصل به أحد أصدقائه واتفقا على أن يقضيا هذه الليلة (مع بعض) في إحدى المنتزهات . وكان ناصر قد أخذ سيارة عبدالله وذهب إلى عمله وقام بتغيير الشريط الموجود في المسجل بشريطٍ جديد وبعد ذلك أعاد السيارة
إلى عبدالله على أن يقوم عبد الله بالذهاب مع صديقه للتنزه كما وعده . وفعلاً أخذ عبدالله سيارته ذاهباً إلى صديقه وما إن كان في الطريق فإذا بالأصوات من جديد فجن جنون عبدالله فلا يدري ما الذي يفعله سوى العودة إلى المنزل وفعلاً عاد إلى المنزل مسرعاً ولم يمض وقت قليل فإذا بصديقه يتصل به يسأله عن سبب تأخيره فلم يدري ما الذي يفعله سوى استخدام الأعذار المعتادة فاعتذر منه بأنه جاء إليه أقارب من خارج المنطقة ومن الصعب أن يتركهم ويذهب . وكان عبدالله لم ينم تلك الليلة قط وجلس يفكر في تلك الأصوات من أين تأتي ولماذا تأتي وكيف يتخلص منها ؟ , وأخيراً لجأ إلى فكرةٍ بسيطة وهي أنه يقوم بشراء بعض الأشرطة الموسيقية والرومانسية ليستمع إليها لعـل هذه الأصوات تختفي وفعلاً ذهب من الصباح الباكر- ولم يعط ناصر السيارة – وبدأت الأصوات في الظهور فأصر على المواصلة ووضع على أذنيه قطعتين من القطن إلى أن وصل إلى محلات الاستريو وقام بشراء بعض الأشرطة وما إن ركب سيارته واضعاً أحد أشرطته في المسجل إلا بشريط داخل المسجل فاستغرب عبدالله وجود الشريط بداخل المسجل فأخرج الشريط فإذا به أحد أشرطة ناصر المحببة إليه المخيفة لعبدالله والمزعجة إليه وبعدها قام بكسر هذا الشريط ووضع أحد أشرطته الجديدة في المسجل واستمع واستمتع عــبـدالـلـه فـــي ذلــك اليــوم بعـــيداً عــن الأصــوات الـمـخــيـفـة والــمــزعـجـة ولـم يعــد عـبـدالـلـه إلــى المـنزل إلا بـعــد مــضـي ســ 48 ــاعــة اجـــتمع فيـــها بأصـــدقائــه وتــــنـزه فـي جمــيع المـــــــنـتزهـات وبـعــدهـا عــاد إلــــى البـيــت مــسـروراً ونــام ليـلـته
بــــــــــأمــــــان.
ولم تكن هذه الأصوات التي جنت جنون عبدالله ما هي إلا الأصوات المخيفة التي كان يستمع إليها ناصر في سيارة عبدالله. |
|
|
|
|
|
|
|