لو عصفت بك العواصف,, وتمردت عليك الأيام,, وتغير جوك الذي يعبق
بطيب الحب بهبوب ريح الكراهية فيه,, وبحثت وسط الرياح الرملية عن
ملاجئ العشاق علك تجدين نصف ملجأ أملا في أن تنعمي فيه بنصف
دفء,, وأشبع قلبك شوقا لفراق من تحبين,, وعافت عيناك طعم
الدموع,, وكرهت رئتاك الشهيق المؤلم عند البكاء,, وتوسل فؤادك إليك
بالبحث عن حب بديل –خيال الحب- وليس الحب بعينه,, لو نظرتي
وشعرتي بذلك كله لما رأيتي من تريدين,, ولما وجدت ما تطلبين,,
ولمل الفؤاد الانتظار,, وتجرع مرارة فقدان الحب...
ولقد هممت بتبنيك بعد فقدي لمسميات الحب,, والسعي إلى طرح
أدناس حبك القديم,, وإخضاعك لعملية غسيل مخ فاشلة لاعتقادي
–وبكل سذاجة- أنك ستصبحين بين يدي أقلب فيك كيفما أشاء,, بعد أن
سافرت لكل مدن الذهب,, بعد أن أخذت حفنة من كل صعيد منها,, بعد
أن نثرتها على جبينك حتى بدوت لي كالملاك وبدت لي نظراتك نظرة
ملك استعاد مملكته المفقودة,, الآن وبعد كل هذا أقف عاجزة,, يرفع
يدي الاستسلام المر,, وتعلن أبواق الخيبة فشلي,, بعد أن رأيتك وردة
ينعت بين يدي وفجأة ذبلت وذهب ريحها,, بعد أن اعتقلتني سياط
صدك,, بعد أن جر الشامتون إذناي بعنف وهمسوا فيها
"أستاذة فاشلة",, عفواً عزيزتي لقد همسوا لي صدقاً,, و ها أنا أنتظر دوري
لأخبرك فيه بما قيل,, فألتمس عذرك يا صاحبة القلب الكبير,,
"عفواً... لا أستطيع تعليمك الحب من جديد".
همسات:
- ربما لا يقبل المرء تعلم الحب من جديد إلا من حبه الأول,,,
- ربما يريد بأن يمد إليك بزهرة بعد أن أهديته باقات منها,, إلا أنه يفاجأ –وأنت تفاجأ-
بخنجر مسموم في راحتيه يمدها ببراءة,,
- لا تلمه في تلك الساعة,, أو تطلب منه تفسيرا,, فلقد فعل ما يمليه
عليه ذهنه الغارق في الماضي.