كم هو محظوظ الانسان في حياته القصيره التي تتلاشي سريعا بوجود اشخاص يستمد منهمالحب والعطاء
وكم يتعس الانسان كثيرا برحيله الاحبة من دنياهم ومفارقتهم وقد فقد وقودا هائلا لايستطيع ان يستمد من غيرهم
كم تحرمنا الاقدار من العيش كثير مع من نحبهم !
كيف ومن بين الاحبة من تصل محبتهم الى درجة عالية من السمو لايرتقى لها احد من بقية البشر
مااتطرق اليه هما الوالدين اللذان يعدان اعظم ثروة يحظى بقربها الانسان وتزيد برضاهما عليه
كم يسعد الانسان بحب هذين الابوين وفوق ذلك يمدانه في اصعب لحظات عمره بكافة النواع الدعم والدعاء
قد ترى الكثير من الاعداء وتعرفهم ونختلف في تقييمالاعداء من الاصداقاء الا الوالدين اللذان نتفق على حبهما
كم من المؤسف ان يفقد الانسان في مرحلة من عمره احدهما او كلاهما فلايكون له فرصة بالتقرب اليهما؟
او العيش بجوارهما او تحظى بدعائهما وانت بعيد او قريب
وقد قال ابوفراس الحمداني في رثاء والدته
اذا ابنك سار في بر وبحر فمن يدعو له او يستجير
نعم اذا فقدت ابا او اما فمن يدعو لك ومن ببركتهما تفتح لك الابواب المغلقة وتتحطم لك الجبال الراسية
ان من اتعس الناس من يحظى بقربهما ولايعرف نعمة وجودهما ويفرط بكنز عظيم اثاره تمتد العمر كله
وكم يحزن من يحرم منهما ويرى بعينه العديد من البشر وهم قد حرمو انفسهم متعة الفوز برضائهما
وقد قال حبيبنا وسيدنا محمدعليه السلام(رغم انف ثم رغم انف ثم رغم انف من ادرك ابويه عند الكبراحدهما او كليهما ثم لم يدخل الجنه)
تذكر ايها العزيز والعزيزة ان هيئة الزمان قد استدارت فلا السنون تعود ولا الاحبة يرجعون
والسعيد من اتعظ بغيره
العرض العادي
