[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
موت’’ وموت’’ وموت’’ يصرخُ الأفقُ = ويزأرُ البحرُ والأمواجُ تصطفقُ
نار’’ ونار’’ ونار’’ لاانخمادَ لها = من هولها يوشك الاصباحُ ينفلقُ
صاح الفراتُ وتلكم دجلةُ ارتجفت = بغداد ياأمةَ الاسلام تحترقُ
يدكّها القصفُ والعدوانُ ينسفها = لذبحها طائرات الكفرِ تنطلقُ
جاء الغزاةُ وماجاءوا لنجدتها = من حاكمٍ لحدودِ الجارِ يخترقُ
ريبُ الخُطى بائن’’ في خبطِ أرجلهم = والخبثُُ من نظراتِ القومِ ينبثقُ
بغداد تصرخ والمجهول يرقبها = بين الغزاة وحزب البعثِ تنسحقُ
مساؤها حسرة’ في الصدر تعزفها = روح ’’ من الموتِ لانبض’’ ولا رمقُ
أصواتها همساتُ الخوفِ تنبسها = شفاهُ طفلٍ تساوت عنده الطُّرُقُ
ليل’’ من القتلِ منقوش’’ على يدها = وشماً حزيناً وكلُّ الوشم مُختَلَقُ !
إن كان حاكمها الطاغوتُ عرّضها = للنّهب والسّلبِ فالأطفالُ ماسرقوا !
بأيّ ذنبٍ ينام الطفلُ محتضنا = دُمى الجراحِ وفي غفواته أرقُ
أُستُبدِلت بمرار الدمعِ حلوتُهُ = وراح قيثارُهُ في الحزن يأتلقُ
وأيّ ذنبٍ لأرواح مسالمةٍ = في موجةٍ من دُخانِ الجُرمِ تختنقُ
ماذا جنى طاعن’’ في السِّنِّ تطحنه = آلاتُ غدرٍ ويَغشى نورَه غَسَقُ
شيخ’’ تشرّد مصحوبا بحسرته = عيناهُ عن نظرةِ الحرمانِ تنفتقُ
الذنب ذنب طغاة ( البعث ) إذ فُتنوا = بالمغرياتِ ولم يرضوا بما رُزقوا
عاثوا فساداً فتباًّ ليتهم ذَكَروا = من قبلهم كيف لماّ أفسدوا مُحِقوا !
يقودهم دون ما عقلٍ ولابصرٍ = الى المهالكِ فضّ’’ ظالم’’ مَرِقُ
من يتبعِ النفسَ جلاّبا لشهوتها = لابد يوما عن السّرّاء يفترق
أبكي عليك عراقَ المجد تدفعني = ذكرى حضارةِ من للعلم قد سبقوا
قوم بهم أشرقت بغدادُ شامخةً = لأنهم بكتابِ اللهِ قد وثقوا
أبكي العراق وما للدمع قد ذرفت = عيني على زمرةٍ في غيِّهم غرقوا
أبكي النساءَ وأبكي صبيةً ذبلوا = كالوردِ يذبل لالون’’ ولاعَبَقُ
أبكي المساجد والتاريخ شاهدها = تهوي كما قد هوى عن غصنه ورقُ
أبكي الميادينَ صار الموتُ فارسها = كأنّ منها دُعاة الدينِ ماانطلقوا !
أبكي على ملحماتِ الخيل قد طُمِست = ويح الفوارس هل يجري بهم عَرَقُ ؟!
صرختُ : بغداد فاجتاح الورى صمم’’ = كأنما القوم ما قالوا ومانطقوا !
شعر/ حمدان بن سالم
[/poet]