بإشراقة شمس يوم جديد ، حافل بالخير والسعادة ، حافزه ايمان قوي ، وقلب صارم ، ورجال اكفاء ، يوم من اعظم الايام ، يوم نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذلك اليوم الذي ايقظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعين نائمة ، وقلوب قاسية ، و عقول قد أكلها السكر .
فبعد نوم عميق ، وجهل طويل ، وظلام دامس ، ، اشرقت تلك الشمس لتبث بين طياتها منقذ الامة ، ومخرجها من الظلمات الى النور ، ومن الجهل الى الهدى . حيث اللات والعزى صارمة في بيت الله ، والاوثان مركونة في انحاء مكة ، والخرفات والاساطير والسحر والشعوذة متجولة في ارجائها . وليس هذا فحسب بل كانت هناك الكثير من الامور العجيبه والتي تدمع لرؤيتها العين ، فالحمدلله الذي بعث الينا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .
نعم فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خير حبيب ، ولابد لنا من مكافأته ولو بالقيل على النعم التي نحن فيها والتي جاء بها بأمر من الله عز وجل .
وللأسف أخطا الناس في تلك المكافأة
فهاهم يهتفون بما يسمى بالاناشيد الدينيه ، وهاهم يقيمون الحفلات ذكرى لمولده صلى الله عليه وسلم ونسوا أن ذلك بدع مخالفة لمنهج الله تعالى وللشريعة التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلم
وللرد على هؤلاء الناس اكتب
ان هذه الموالد الى جانب كونها بدعة فهي تشبه بالنصارى في عمل ما يسمى بمولد المسيح عيسى عليه السلام ، وعلاوة على كونها بدعة وتشبيها بالنصارى لا يخلو فيها من وجود الشركيات والمنكرات كانشاد القصائد التي فيها الغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم الى درجة دعائه من دون الله والاستغاثة به ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله )
والاطراء معناه : الغلو في المدح
وربما يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر احتفالاتهم .
ومن المنكرات التي تصاحب هذه الاحتفالات الأناشيد الجماعيه المنغمه ، وضرب الطبول ، وغير ذلك من عمل الأذكار الصوفيه المبتدعة ، و قد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، مما يسبب الفتنة الى الوقوع في الفواحش ، وحتى لو خلا هذا الاحتفال من هذه المحاذير واقتصر على الاجتماع وتناول الطعام واظهار الفرح كما يقولون فانه بدعة محدثه لقوله صلى الله عليه وسلم ( كل محدثه بدعة وكل بدعة ضلاله ) .
ومع كل هذه الاحاديث واحاديث كثيره غيرها هناك فئه تقسم البدعة الى بدعة حسنة وبدعة سيئة ، ومن قسم البدعه بهذا الشكل فهو مخطئ ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم ( فان كل بدعة ضلالة ) لان الرسول صلى الله عليه وسلم حكم على البدع بانها ضلالة وهذه الفئة تنكر ذلك بقولها أن هناك بدعة حسنة .
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة الا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح ( نعمت البدعه هذه ) . وانها احدثت أشياء لم يستنكرها السلف مثل جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .
والجواب على ذلك
أن هذه الأمور لها اصل في الشرع فليست محدثة
وقول عمر رضي الله عنه ( نعمت البدعه ) يريد البدعة اللغويه لا الشرعيه .
ذلك كان موضوع عن البدع خصصته بالمولد النبوي ، ولتكن هذه الصفحه عبارة عن توضيح لكل محدث في الدين
العرض العادي
