ماذا حدث لنا؟
هل مازلنا نحن.. نحن؟ وهل مازالت أحلامنا هي أحلامنا؟ وهل مازالت قيمنا هي قيمنا.. وأفكارنا هي أفكارنا؟ تُرى.. ماذا حدث لنا؟
ماذ حدث لنا؟
ماذا حدث لنا؟
هل زُلزلت أعماقنا؟
فتحطمت وتحطمنا؟
هل خرجت أحلامنا في نزهة إلى أرض الواقع فتاهت.. ولم تعد؟
هل فتحت أمانينا عينيها أمام شمس المستحيل فانتهت؟
هل تراكم غبار النسيان على ذاكرتنا فخنق تفاصيل ذكرياتنا؟
هل نام بنا الحزن طويلاً حتى استعمرنا واستوطننا وأصبح جزءاً منا؟
هل دخل الفرح إلى مغارة الأمس ونسي كلمات السر التي تعيده إلينا؟
هل طارت عصافير السعادة في فضاء البؤس ولم تعد.. فاستبدّ بنا الحزن حد الألم؟
هل ضاقت بنا دروب الأمل، فلم تعد تنتهي بنا إلاّ.. فوق شواطئ اليأس؟
هل انتهى زمن الحلم.. فاُسدلت ستائره الزرقاء.. وبدأ زمن الواقع المر؟
هل اتسعت بنا مساحات الذهول حتى فقدنا قدرة الاستيعاب؟
هل ضاق بنا الكون باتساعه فلم يعد يتسع لأحلامنا الصغيرة؟
هل فقدت أقلامنا أنفاسها فلم تعد تصف سوى النهايات ولم تعد تنزف سوى الموت؟
هل احترقت الأوراق وتناثر رمادها فأصبحنا نبحث عن جدار نخط عليه حروفنا؟
هل غابت شمس الكرامة فتخبطنا في ظلمة الهوان حد الانكسار.. فانكسرنا؟
هل فقدنا حاسة البصر والسمع والشم واللمس والتذوق.. فقدنا إحساسنا بالأشياء؟
هل كذبنا على أنفسنا وبالغنا في الكذب حتى تضخمنا بالوهم وصدقنا الكذبة؟
هل مارسنا الهروب منا حتى نسينا عنوان العودة إلينا مرة أُخرى؟
هل أتقنا الخديعة فخدعنا كل الأشياء حتى أنفسنا؟
هل تضخمنا بأحداث الماضي ووهم التاريخ فلم يعد المستقبل يرضى غرورنا؟
هل نفخنا أحلامنا بأنفاسنا أكثر من اللازم.. فانفجرت في وجوهنا.. فأرعبتنا؟
هل غادر الأمان قلوبنا المطمئنة.. فوقعنا فريسة للرعب والخوف؟
هل حاصرنا الفشل والإحباط من كل الجهات فنسينا طعم المحاولة والنجاح؟
هل هزمتنا قسوة الظروف فوقعنا كالأسرى في دائرة الذل والتخبط والإحباط؟
هل غادرتنا الرحمة غاضبة.. واستبدت بنا القسوة.. فقست قلوبنا علينا وعليهم؟
هل كرهنا أنفسنا فحمَّلناها ما لا طاقة لها به من الحزن والذكرى والحنين والألم؟
هل تخلينا عن قيمنا.. وعرضناها للبيع.. كي لا يوقظنا صوتها من سباتنا العميق؟
هل حشونا فم الحق برماد الصمت.. وأصبحنا نتحدث بصوت الباطل بلا انتهاء؟
هل بكينا حتى انتهت دموعنا.. فلم نعد نجد ما ننزفه عند البكاء؟
هل نالت منا الأنانية.. فأحببنا أنفسنا أكثر من اللازم.. فلم نعد نشعر بأحد؟
هل تشرَّبنا الألم.. حتى لم نعد نشعر بكل هذه السياط المنهارة على عقولنا وقلوبنا؟
هل فارقنا الحياة ولم نعلم بموتنا؟
تُرى..
ماذا حدث لنا؟
*5 dmx_05_69@hotmail.com*5
العرض العادي
