يتم الزواج عند البدوا وفق عادات وتقاليد لم تتغير أساسياتها رغم تغير بعض الطقوس والعادات لدى الجيل الجديد من حيث إقامة الحفلات في الفنادق واستحضار المطربات من الخارج والراقصات الشرقيات وأنواع الأطعمة الغربية والتي تأتي في بعض الحفلات مباشرة من مصادرها في باريس وغيرها.
أول خطوة من خطوات الزواج هي الخطبة وهذه تتم أما عن طريق الخاطبة أو عن طرق الأهل والمعارف ، وبعدها تأخذ والدة العريس موعداً من أهل العروس لزيارتهم بعد التأكد من أصلها وفصلها وشكلها وأخلاقها.
بعد الانتهاء من كل التفاصيل تذهب أم العريس لتطلب يد الفتاة من أهلها وبرفقتها إحدى سيدات العائلة ويتم رؤية البنت خلال تقديم واجب الضيافة لكي تنقل تلك الصورة حرفياً إلى العريس الذي لا تسمح له التقاليد برؤية البنت أو التحدث معها.. ولا حتى عن طريق صورتها إلا بعد أن تتم الخطوة بشكل رسمي ولا يتم ذلك إلا بعد مفاتحة والدة العروس لزوجها وأفراد العائلة وبعد السؤال عن أهل العريس وسلوكه وأخلاقه..
تكون النتيجة إما بالرفض بحجة أنها مخطوبة لابن عمها أو الموافقة التي يتم على إثرها ذهاب الرجال إلى مجلس والد العروس لصحبة العريس لتتم الخطوبة بصورة رسمية.. وبعدها تستعد لعقد القران ثم يبعث العريس بعد عقد القران (( الدزة )) وهي ما يطلق على الشبكة والمهر والهدايا وهي عبارة عن الروائح العطرية والأقمشة والعبايات والزعفران والبن والخراف، إضافةً إلى المجوهرات.
ولا يكون المهر محدداً في السابق..
أما في الآونة الأخيرة فقد حددته بعض العائلات والقبائل والمهر هنا و هو لمستلزمات العروس الخاصة أما تأثيث البيت وتجهيزه فهو مسؤولية الرجل ابتداء من الإبرة وحتى الأدوات الكهربائية.
بعد (( الدزة )) يبدأ تحديد ليلة الزفاف والاتفاق على الحفل الذي تتكفل به أسرة العروس حيث يقام في منزل العروس على صوت الأغاني التي تشدو بها الفرق الشعبية وصوت ((الشيلات)) الأهازيج الخاصة بالعروسة والعريس والتي يؤلفها شعراء وشاعرات مقربين من الأسرة..
وتمتد موائد العشاء ليلتها وتجلس العروس وهي في كامل حلتها تنتظر قدوم العريس الذي يأتي بصحبة أحد إخوانها ليأخذها وسط الزغاريد والأغاني الشعبية المتوراثة، في بعض دول الخليج تكون (( الدخلة )) في بيت العروس في غرفة نوم بهيجة تسمى (( الخلة )) يبقى العريس في بيت أهل العروس لمدة سبعة أيام ثم يأخذها بعد ذلك إلى منزل الزوجية إما يكون مستقلاً أو عند أسرته وتسمى الليلة التي تذهب بها العروس إلى بيت أهل العريس ((التحوال)) ، ولا ننسى أن الاحتفال بالعريس في ليلة الزفاف يكون في مجلس والده أو مجلس العائلة بدعوة الأقارب والأصحاب لحفلة العشاء المقامة بمناسبة الزواج ويتم الاحتفال بين طبول العرضات والفرق الشعبية البحرية وهناك أيضاً تقليد يتم في أغلب العائلات ألا وهو وجود ((الحوافة)) وهي امرأة مسنة تكون إما من وصيفات أسرة العروس أو من معارفهم ((البسطاء)) ترافق العروس طيلة السبعة أيام تقوم بجميع واجباتها وتقديم الفطور والغداء والعشاء وتجهيز كل متطلباتها .
بعد ذهاب العروس إلى منزل أهل زوجها تقيم أسرة الزوج حفلة (( الهدية )) يدعى إليها جميع أسرة العروس ومن يشاءون من الأصحاب والمعارف وتقوم بإحياء هذه الحفلة الفرق الشعبية.
وترقص الفتيات على صوت (( الطيران )) الدفوف وعبق البخور يفوح في سماء المكان وصوت الزغاريد يزيد من سعادة الجميع.
فاتنا أن نتطرق لما يسبق ليلة الزفاف ألا وهي ليلة الحنة التي تقام في بيت العروس بحضور صاحباتها وأقاربها وأسرتها حيث يتم الاحتفال بوضع الحنة على قدمي العروس وكفيها بنقوش مختلفة تقوم برسمها سيدة متخصصة وبعدها تتم (( الجلوة )) وهي احتفال تحييه فرقة شعبية تتغنى بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وولادته ومدحه.. وترتدي العروس في هذا الاحتفال الثوب الخليجي والمجوهرات الفلكلورية من (( الهامة )) و (( الطاسة )) و (( المرتهش )) و (( الخلاخيل – الحجول )) و (( الحزام )) و (( السلوح وتلول )) وتجلس العروس في وسط المجلس وتقوم أربع سيدات برفع غطاء حريري مستطيل أخضر اللون موشى بخيوط السيرما.. فوق العروس بطريقة (( المروحة )) أي رفعه وإنزاله على صوت الأغاني الدينية وإيقاعاتها:
أمينه في أمانيها
هالله هالله
مليحة في معانيها
هالله هالله
تجلت وانجلت حقا
طلب الله يهنيها
هالله هالله
***
وهكذا حتى ينتهي هذا الاحتفال بالدعوة إلى العشـــــــــــــــاء .