( تحجبي يا .. حرمة ) !!
بمجرّد هروب طالبان وأتباعها من عرب وعجم وإنس وجن وملائكة ـ كما كانوا يتوهمون ـ تنفّس الناس الصعداء ، فالرجال اتجهوا إلى الحلاقين .......... وامتلأت دور السينما .......... وارتفعت الموسيقى في الدكاكين .......... وطالبت المرأة بإعادة فتح المدارس النسائية ......... وغيرها كثير من السلوكيات التي أرادت ( طالبان ) فرضها على الناس بالعصا والقوة والتهديد والجرجرة .
طالبان نجحت في إخفاء هذه الظواهر الغير إسلامية ـ إن صح التعبير ـ على أكثرها ، لكنها فشلت في إصلاح الإنسان .......... في بناء روحه وعقله ..........
هذا وهم في مجتمع غالبيته من الأميين الذين لا يحسنون القراءة والكتابة .... كرهوهم الناس وانقلبوا ضدهم ......... وضد أفكارهم ومعتقداتهم التي كانوا يفرضونها بالكلاشنكوف !!
ماذا ونحن في مجتمعٍ مُتعلّم واعٍ !!
تُمارس الهيئة في شوارعنا وأسواقنا الأسلوب ( الطالباني ) مع البشر ....... البشر الذين يشعرون بكرامتهم وعزتهم وثقافتهم .
عندما تسمع صارخا في أوّل السوق ـ وأنت في آخره ـ
( تحجّبي يا حرمة )
يصيبك شيء من النفور ........ لماذا يصرخ هذا الآدمي ؟!!
لماذا لا ينصح بشيء من ( الأدب ) والرفق !!
وتجد صاحب البشت ـ لازم بشت بدون بشت ما يصير هيئة ـ يلاحق شابا يافعا أتى ليشتري أغراضه من السوق :
( تعال ... تعال ... أنت ويش جابك هنا ) !!
وتأمل معي عند مدخل السوق عندما يؤذّن المؤذن ـ لا قطع الله هذا الصوت ـ فيستنفر جمس الهيئة وتبدأ معركته الكبرى ....... وينزل أبشتهم بشتا بين السائقين والمنتظرين والجالسين :
( يلااا ... يلاااا ... قوووم ) !!
وكأنه يهشُّ غنما !!
ألم يتعلم أساليب أفضل للتعامل مع ( البشر ) ؟
ألم يفكر ما هو وقع كلماته الجافّة في نفوس هؤلاء .. والشاب .. والمرأة التي صرخ بها حتى أسمع من في السوق كلهم ؟!!
منقول