بسم الله الرحمن الرحيم
تتفاخر الامم بماصنعته من امجاد فهو محل الرفعة والتنافس بينها
فلا فخر لامة بماضيها بل الفخر بماتصنعه في الوقت الراهن
ليكون ذلك هو :ميزان التقدم بين الامم
فعند القول بأن ماتم تشيده من مدارس حديثة ودور علم وجامعات اضعاف ماتم انجازه في
السنوات الماضية فهو كلام غير دقيق ومردود والقول الصحيح : هو ان تقارن مايتم انشاءه من صروح في دول وامم اخرى
هذا هو الميزان الدقيق والنظرة الصائبة
وهنا مجال الفخر بمخرجات دور العلم وانعكاسها على تقدم المجتمع وازدياد وعيه
ولكن : ويسبقها الكثير من الاهات والحزن عندما ترى
الميزان ليس ماتقدم اعلاه انما ميزان اخر يطال
التقييم بين افراد المجتمع فتقيم الشخص يعود الى
اين جذوره وموطنه وهو اساس التقارب فلا قيمة لفرد اذا لم يتبع قبيلة معروفة
او عائلة مشهورة
وتعمق هذا الفكر الارعن الى تصنيف الاخرين والاقاليم الى مسميات معروفة واختصارات معلومه مؤلمة للاخرين ومؤذية لهم
ويضيق التصنيف بين افراد الاقليم نفسه فتجد العنصرية تزاد بين افراد قرى في منطقة واحده
وهكذا نحن امام مشاهد لاتحصى من العنصرية القبيلة وتنمية لهذا الفكر المنحرف
ولايعني ذلك ان لايفتخر الانسان بجذوره وانما العنصرية ان يكون تقييم الاخرين هو لاقليم وللقبيلة والمنطقة
اليس الله سبحانه القائل (يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاقكم) الحجرات
والقائل ايضا ( ليبلوكم ايكم احسن عملا) الملك
لقد ساهم تنمنية هذا الفكر بين الاجيال الى تباعد
صفاء القلوب ووحده الصف وجعل الناس تقزم البعض
لمجرد انه لاينتمي لقبيلة معينة مهما كان علمه وفكره كما ان الخطأ معظم عند ما
يقترف احد خارج نطاق القبيلة او الاقليم ويصغر اذا كان عكس ذلك
لذا لاتجد اي تقدم لشعوب المنطقة بأسرها طالما كانت اسيرة تلك التقييم والنظرة الاحادية السوداء
وسوف تجد نفسها يوما بعد يوم في اسوء وضع بل وتنفلت زمام الامور من يدها وما الحروب الاهلية بين دول فقيرة نتيجة حروب قبلية عنا ببعيد
اختم قولي واطيب فمي بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام (ان الله لاينظر الى صوركم ولا الى اشكالكم ولكن ينظر الى قلوبكم)
العرض العادي
