شِئنَا ام أبَينَا تظل نظرَتنَا لـ(الفَتَاة) مُختَلِفَة من شَخص
لآخَر .. فَثَمَة من ينظُر لَهَا بِعَين الأدَب وَالإحتِرَام ..
وَثَمَة شَخص آخَر .. يَنظُر إلَيهَا بِنَظرَات كلّهَا مَلاذ ..
وَمَآرِب شَهوَانِيَّة وَجِنسِيَّة ..
وَثَمَة ثَالِث..يَملُك من الأخلاق الحَمِيدَة مَايَجعله يَخجَل
من أن يَرفَع عَينَيهِ للنَّظَر إلَيهَا .. إنَّنَا وَالحَقُ يُقَال ..
أصبَحنَا فِي زَمَن كُثرَة فِيهِ الفِتَن ..
بَدءاً من أجهِزَة التِّلفَاز فِي البيُوت ..
وَإنتِهَاءاً بالحَدَائِق العَامَّة .. المُنتَشِرَة فِي المَدِينَة ..
وَالتِي أضحَت مَرتَعاً حَيَّاً..يُنذِر بإنفِجَار مِدوِي وَكَبِير
بَينَ الشَّاب وَالفَتَاة هَذَا بالنِّسبَة للعِلاقَات المُحَرَّمَة..
وإذَا مَاكُنَّا وفِي عهُود مِضنِيَة ..
نُرمِي باللوم عَلَى الشَّاب وإنه المَسؤل الأوَّل وَالأوحَد
عن مثل هذهِ النَّظرَات للفَتَاة ..
والتَّحَرُّشَات المَشبُوهَة بِهَا .. فَعَلام يَدُلُّ نَظرَتهَا له ..
وَتَغَنُّجَهَا حِينَمَا تَرَاه .. وَإقصَار خَطَوَاتهَا وَالتَّعَطُّف ..
مَابَين يُمنَى وَيُسرَى .. وَكَأنِّي بِهَا فِي مَسرَح عَالَمِي
لِعَرض الأزيَاء المَوسمِيَّة؟
وَإذَا كُنَّا نَمنَع الشَّاب من الدّخُول لكُل مَانَعتَقِد بأنه ..
حَصرِيَّاً عَلَى العَوَائِل وَلايَجُوز بِمَكَان ..
للشَّاب الدخُول إلَيهِ فَعَلام لاتُوضَع دُونه أسلاك شَائِكَة
وحصُون مَنِيعَة للحَيلُولَة دُونَ تَمَكّّنه من الدّخُول فِيه؟
وَإذَا كُنَّا نَصِف الشَّاب بالمُرَاهِق وَقَلِيل الأدَب ..
فَعلام يَدُل السَّمَاح للفَتَاة (العَازِبَة) بإستِخدَام المَكيَاج
وَكرِيمَات الأسَاس وَالظّهُور بأبهَا حِلَّة وكُل مَافِيهِ إغرَاء
وَهِي عَازِبَة أصلاً؟
عَلَى صَعِيد آخَر ..
وحتَّى أكُون مِنصِفاً وغير قاسٍ .. ليسَ كل فَتَاة تظهَر
أوتَخرُج بِكَامِل حُليُّهَا تَكُون غير سَوِيَّة ..
بل هُنَاكَ من الفَتَايَات المُتَبَرِّجَات لَدَيهَا من الخُلق ..
مَا ألله بِهِ عَلِيم .. وَنَجِدهَا أكثَر حِشمَة من المُتَسَتِّرَة
خَلف العَبَاءَة السَّودَاء..تُرَى منذُ مَتَى أضحَت الأخلاق
ومَكَارِمهَا فِي المَظهَر وَلَيسَ الجَوهَر؟
/
/
إنتـَــر
في المساء ..
وفي آخر الليل ..
حيث الظلمَة الموحِشَة ..
حيثُ الجُدران الأربَعَة ..
كونه يرمز إليك ..
تستيقظ المشاعر الجميلة ..
من سباتها العميق ..
كعروس بحرٍ مُبهِرة ..
تطلُّ بوجهها الجميل ..
من أعماق البحر البعيدة
من زرقة الماء الصافية؟
/
/
تُقبل بكل حذر وفضُول ..
متجهة نحو الشاطىء ..
لرؤية عالم آخر ..
لرؤية إنسان ..
سبق أن أنقذته
فأودعته شاطىء الأمان ..
إنسان تريد الإطمئنان عليه ..
إنسان همتَ به ..
تريد أن تكتشفه ..
عن قرب..
/
/
وفجأة
وما أن يبزغ فجر جديد,.
ما أن تختفي عن الأنظار
تغوص مرة أخرى
في أعماق البحر,.
في ظلمة الليل,.
في مجاهل المحيطات
وكأنها لم تكن؟
/
/
والكل ينتظر عودتها ..
يريد أن يرى بنفسه ..
ذلك الكائن الغريب ..
لأنه حدث فريد
لا يتكرر حدوثه
سوى في روايات الخيال؟
سوى في قصص الأطفال؟
/
/
فهكذا أنت..
ليل جميل ..
تجتمع فيه الأحاسيس النبيلة
كل المشاعر الجميلة
لتتحدث فيما بينها
بلغة المشاعر
التي لا يفهمها
سوى أصحاب المشاعر؟
بلغة الدلالة ..
المتمثلة فيك ..
يامن غبتَ عنِّي؟
وبلغة الجمال ..
التي لا يعرفها ..
سوى من يعرفك؟
.