بسم الله الرحمن الرحيم
في أحدى قرائاتي للصحف المحلية ، لفت نظري غياب علامات الترقيم منها ، تعجبت !!
وبدأت أركز فيما أكتب ، ومن ثم سلطت الضوء على كتابات أخوتي هنا .
بالفعل كان ذلك الأمر مؤشر حقيقي عن غياب الأدوات الفنية لنا ككتاب .
حمّلتُ نفسي على الأستزادة بهذا العلم ، ونشره كمقال لكل من يهمه جماليات وتقنيات النص .
جميعنا يعلم بأن الكتابة منذ القدم كانت عبارة عن رسوم ورموز تصويرية ، إلى أن أصبحت حروفاً
غيرُ منقّطة ومنقّطة ، ومن الحروف تكونت لدينا كلمات وجمل .
بيدا أن الكتابة على هذا النحو الخالي من اللمسات الجمالية ، جعل النص مظلم كئيب ليس به روح .
وحدوث لبس في فهم المعنى المراد به لدى قرائنا الأعزاء.
ومهمتنا لا تقتصر في نثر الحرف وكتابته فقط ، بل على نقل القارئ بين وتيرات الفكر
وحثهم على تنويع النبرات الصوتية تبعاً للمعنى المراد به ،
من ترغيب وترهيب ، وتحذير وإنذار ، واستفهام وتعجب وغير ذلك .
وللعلم فلقد كانت علامات الترقيم جزء من قرائتنا ، ويتبين ذلك جلياً في أيات القرأن الكريم .ولكنها كانت مقتصرة على علامتي الوقف والأبتداء ، التي وضعها علماؤنا لتحسين تلاوة القرآن وتبيان معانيه على الوجه المراد به .
وفي زمن ليس ببعيد ، وتحديداً في عام 1912 ميلادياً رأى العلامة أحمد زكي أن الوقت قد حان للأنتفاع
بتلك العلامات بعد أن شاهدها في كتابات الغربيين ، وخلو لغتنا العربية وكتاباتنا منها .
وعلى هذا الأساس أصدر رسالة بعنوان ( الترقيم وعلاماته )
وأشار في رسالته أن اللسان العربي مهما بلغ من درجة العلم ، لايتسنى له في أكثر الأحيان أن يتعرف على
مواقع فصل الجمل ، وتقسيم العبارات .
وأقرت وزارة المعارف العمومية ( وزارة التربية و التعليم لاحقاً )
أستخدام هذه العلامات فى المدارس المصرية آنذاك .
ثم فى عام 1932 ميلادياً أرتضت " لجنة تيسير الكتابة فى المجمع اللغوى " ما أقرته وزارة المعارف المصرية ،
و أصدرت بيان بذلك ينص على عشر علامات أضيف لها بعد ذلك المزيد .
وإليكم العشر علامات الأولى في عالم الترقيم
1) الفاصلة (وتسمى أيضاً الفصلة) (،) تستخدم للفصل بين الجمل المتصلة المعنى،
وبين الجمل المعطوفة على بعضها، وبين التواريخ.
ولا تستخدم بين الفعل والفاعل، ولا بين الصفة والموصوف، ولا بين الجار والمجرور، ولا بين المضاف والمضاف إليه.
2) الفاصلة المنقوطة (؛) توضع بين الجملتين اللتين تكون الثانية منهما سبباً لحدوث الأولى
أو مسببة عنها،كما توضع بين أجزاء الجمل متساوية الدرجات.
وفي إحالات الهوامش توضع بين المراجع المتكررة في الإحالة نفسها.
3) لنقطة (.) تستخدم عند نهايات الجملة المكتملة المعنى ونهايات الفقرات ، وبعد الألقاب المختصرة.
4) النقطتان الرأسيتان ( : ) توضعان بعد قال وقالوا ويقول ، أو قبل الشرح والتفسير لجملة، أو مصطلح ما.
5) الشرطة الأفقية مع السطر (-) توضع في المحاورات ، وبين أجزاء العنوان المكون من جُزئين، وبعد أعداد الترقيم.
6) القوسان () يستخدمان لتمييز الجمل الاعتراضية أو التوضيحية، كما توضع الأرقام داخل النص
إذا زادت عن عشرة بين قوسين .
7) علامة الاقتباس ("...") تستخدمان في النص المنقول عن مرجع آخر بالنص الحرفي، أو لتمييز الأسماء
والصفات أو المصطلحات، أو وضع النصوص غير العربية داخل نص عربي.
8) علامة التعجب (!) تستخدم في نهاية النص الذي يدل على التعجب، أو للتعبير عن الانفعال النفسي للكاتب،
أو للتعبير عن الفرح أو الحزن.
9) علامة السؤال (؟) وتستخدم عند الأستفهام وفي نهاية السؤال المكتمل المباشر، وأحياناً تستخدم للدلالة
على الشكّ في معلومة أو نص أو نتيجة، وتوضع في هذه الحالة بين قوسين (؟)، لنقل شعور الكاتب في
التشكيك في المعلومة إلى القارئ في مثل هذه الحالات. ويكتفى بالنقطة تحتها بدلاً عن نقطة نهاية الجملة.
10) علامة الحذف (...) ثلاث نقاط متتالية أفقية، تستخدم في حالة حذف جزء من نص منقول.
طبعاً كانت هذه العشر الأولى ومن ثم تم بعض العلامات المضافة وعلى سبيل المثال :
11) الشرطة المائلة (/) في التواريخ والفصل بين التقويمين الهجري والميلادي، وفي الرياضيات
تكون بدلاً من كلمة لكل وكذلك للدلالة على الكسر العادي.
12) القوسان المربعان [ ] يستخدمان في وضع الأضافات التي لا تكون من النص ذاته،
أوعندما يلجأ كاتب نص منقول إلى التدخل فيضع عبارة أو تفسيراً ليس من النص نفسه.
13) علامة الهامش داخل النص (هكذا(1)) وتكون في نهاية النص المنقول أو المراد شرحه في الهامش السفلي
أو في نهاية النص، ويكون الهامش مرتفعاً قليلاً عن نهاية الجملة المراد شرحها ليتنبه القارئ إليها.
ويوضع الشرح في أسفل الصفحة في حالة الكتب. وفي هذه الحالة يكون الترقيم لكل صفحة لوحدها،
وفي نهاية النص في المجلات والصحف، يكون ترقيم الهوامش – عادة - متسلسلاً.
14) النقطتان الأفقيتان (..) وكثير من كتاب القصة الحديثة والرواية والشعر الحديث يستخدمونها
بين الجمل المترابطة المتصلة للدلالة على وقفات خفيفة أثناء القراءة.
وهم بذلك يضعونها أحياناً بدل الفاصلة، وأحيانا أخرى ليس بدلاً عنها.
ويلجأؤون لمثل هذه العلامة لاعطاء القارئ فرصة الأستمتاع والتمعن بالنص أثناء القراءة.
ومن يتابع أقصوصاتي ، سيجد أني كنت كثير الأستخدام لهذه العلامة ، ولكني تركتها ظناً مني بأني مخطأ .
وعلى مايبدوا أني سأعاود لها مادام ليس فيها أي شيء يعيب النص : )
تخيل معي أيها القارىء ..
لو قُدم بين يديك حلةً مطرزة بالزينة وأخرى باهتة ليست بها جمال ، أيهما ستختار ؟
كذلك هي الكتابة وكذلك هي النصوص .
قد أكون مقصراً في شرحي ، فلكم أحبتي أحقية توجيهي
للأمانة تم الأستعانة بالتعريف عن علامات الترقيم حفظاً للمصداقية .
لكم ودي
علامات الترقيم ( ، . : " _ / ؟ ! ؛ ]
العرض العادي
