جاء في ترجمة القرطبي أنة كان يتردد على العالم أبي علي القالي في قرطبة
للاستفادة من علمة ، وبينما هو في ذات الطريق إلية أذا أمطرت السماء علية
فما وصل الى مجلس العالم الا وملابسة مبتلة ، فلما نظر إذا المجلس ملىء بأعلام قرطبة وكبارها فشعر بالخجل وأراد الجلوس في طرف المجلس فلما رآة
العالم أشار ألية أمام الجميع وأمرة أن يجلس بقربة في صدر المجلس وقال لة :يا أبا نصـــر 00لا تأسف ولاتأسى على ماعرض لك فهذا شيىء زائــــل
وماهي الا ثياب تبدلها با أخرى 0ولكن أسمع ماحدث لي مرة عندما كنت طالب علم0كنت أتردد على أبن مجاهد يرحمة الله لأطلب العلم عندة ، فذهبت إلية أخر الليل قبل طلوع الفجـــر لأقترب منة وأستفيد ، فلما وصلت الطريق المؤدي الى مجلسة وجدتة مغلقآ ، فحاولت فتحة فلم أستطع فقلت سبحان الله أبكر كل هذا البكور ثم أخسر القرب منة ؟!00ولله لايكون ذالك فنظرت فا إذا ممر ضيق جدآ (مثل النفق) فأقحمت نفسي فية فلما توسطت فية ضاق علي
وأنحشر جسمي فية فلم اقدر على الخروج ولا العودة ، فدفعت نفسي بقوة فتمزقت ثيابي وبعض لحمي حتى أنكشف العضم 0ومن الله علي وخرجت وأسرعت الى مجلس الشيخ وأنا على حالي تلك فأين أنت مما عرض لي ؟
فتسلى القرطبي بما ذكر لة وهان عندة ماعرض لة من بلل الثياب 0
ويذكر أن الشيخ أبا برهان تزاحم الطلاب علية حتى صار جميع نهارة وجزاء من ليلة منصرفآ في التدريس 0وذكر أن مجموعة من الطلاب سألوة أن يدرس لهم كتابآ فقال: لاأجد لكم وقتآ، فلم يجد وقتآ الى في نصف الليل 0فوافقوا0
فانظرو الى هذا الشيخ كيف نظم أوقاتة للعبادة والتدريس والقراءة وهذا الصبر العجب منة على بث العلم ، ثم أنظرو الشوق والحرص من الطلبة المتحمسين للعام الذي لم يجدوا وقتآ ليدرسو فية الا منتصف الليل فأتوا مسرورين وظنوا أنهم محظوظين مكرمين بذالك0