كانت درتان متجاورتين في حلية على صدر حسناء ، وكلتاهما يتيمة الا من أختها، تمج ذلك الشعاع النادر الذي جاءه الحسن من كونه ضوءا لم يولد من شمس ولا من قمر !! ولكن من ظلمات البحر،
فتناجتا يوما، وكانت الجميلة قد استوفت كل زينتها وحملت الدرتين على صدرها كأنهما عينا قلبها الثمين، فقالت احداهما للاخرى وهي تشير الى هذه الفتانة: أنظري أنظري ... ما أحسن لؤلؤتنا !!!!
صارت اللؤلؤة في هذا المنطق الشعري هي امرأة الاعماق المظلمة، وعادت المرأة الحسناء لؤلؤة الأعماق السماوية المضيئة، فلا شيء يريد أن يكون كما هو في نفسه، اذ لا يزال موضع الفصل من حكمة الله خفيا، لا يرى بل يتوهم، ولا يستيقن بل يظن، وكان خفاء هذه الحكمة في سماواتها ايجادا للخيال في النسان حتى لايظل ابدا في حيوانيته، ولكن هذا الخيال نفسه كثيرا ما أضاف الى الانسان حيوانية أخرى.
ولو كشف لك عن الحقيقة لرأيت أقبح ما في كل شيء أن لايبرح أبدا محبوسا في حقيقة لايجاوزها، ومن ثم خفف الله عن الانسان فأودع فيه قوة التخيل يستريح اليها من الحقائق، فاذا ضجر أهل الخيال من الخيال، لم يصلحهم الا للحب، فهو وحده ناموس التطور للقوة المتخيلة، ولن تجد في الشياء العجيبة أعجب منه، حتى كأنه أم تلد!!!!
فالمرأة هي تلد الانسان ولكن حبها يلد النابغة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وللكلام بقية ...... :k
و دمتم بخير. :)