العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-07-2010, 12:37 AM   رقم المشاركة : 1
رحيق العزة
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية رحيق العزة
 





رحيق العزة غير متصل

Icon14 من استطاع منكم أن يكون له خبيٌّ من عمل صالح, فليفعل






من استطاع منكم أن يكون له خبيٌّ من عمل صالح, فليفعل

الحمد لله رب العالمين، لا إله إلاَّ هو وحده لا شريك له، ولو كره المشركون، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، أشهد أنه عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم, وجزاه عنا خير ما جزى نبياً عن أمته.

وبعد أيها الناس: اتقوا الله ما استطعتم، اتقوه في السر والعلن، وإياكم والرياء، فان الذي يَتقي الله في العلن، أمام الناس، وإذا خلا بمحارم الله انتهكها فإنه خاسر. لستُ أنا الذي أقول هذا، إنه رسولكم الأكرم صلى الله عليه وسلم. أخرج ابن ماجه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لأعلمن أقواماً من أمتي، يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال ِجبال ِتهامة بيضاً، فيجعلها الله هباءً، منثوراً، فقال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، حلـِّهم لنا، لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم من إخوانكم، من جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون, ولكنهم أقوام، إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) .

فاتقوا الله عباد الله: سراً وعلانية، ولا تنتهكوا حرمات الله، واعلموا أن خيار أمة محمد قومٌ يضحكون جهراً, ويبكون سراً, من خوف شدة عذاب الله، وأن الله يُحب العبد التقي الغني الخفي، فمن استطاع منكم أن يكون له خبيٌّ من عمل صالح فليفعل، بدلاً من أن يكون له خبيٌّ من طامات لا يعلمها إلاَّ الله.

أيها الناس: أذكروا الله عند كل حجر وشجر. ومن عمل منكم سوءاً فليُحدث لله فيه توبة، السُّر بالسِّر، والعلانية بالعلانية.

واعلموا أن أغبط الناس عند الله عبد مؤمن، خفيف الحاذ، ذو حظ من صلاة، أطاع ربه, واحسن عبادته في السر، وكان غامضاً في الناس لا يُشار إليه بالأصابع، وكان عيشه كفافاً، عَجـِلت مَنيته، وقلـَّت بواكيه، وقلَّ تـُراثه، وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته، قال رجل: ما استعماله قال: يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم: يهديه الله إلى عمل ٍصالح قبل موته, ثم يقبضه على ذلك.

واعلموا إخوتي في الله وأحبتي: أن باب التوبة مفتوح وكلَّ ذنب قابل للمغفرة، إلاَّ الشركَ, وحقوق العباد، فأدوا حقوق العباد ولا تعتدوا, قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، وإنما هي حسناتكم تؤدون منها حقوق العباد, فإن فنيت أُخذ من السيئات فطرحت عليكم. ومُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر, فإن من لم يَحمَد عدلاً، ولم يذم جوراً، فقد بارز الله بالمحاربة. واذا عُملت الخطيئة ُفي الأرض، كان من شهدها وكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضِيَها كان كمن شهدها، وإنكم في زمان ٍالعلمُ فيه خير من العمل, فتفقهوا في دينكم، وابكوا عليه, فانه قد وليه غيرُ أهله.

أيها الناس: قال كعب بن عُجره رضي الله عنه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا كعب بن عُجرة أُعيذك بالله من إمرة السفهاء، قلت يا رسول الله، وما أمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون من بعدي, فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولن يرد عليَّ الحوض، ومن لم يأتهم ولم يصدقهم بكذبهم, ولم يُعنهم على ظلمهم, فهو مني وأنا منه, وسيرد علي الحوض. يا كعب بن عُجرة، لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سحت, فالنار أولى به، يا كعب بن عُجرة، الصلاة نور، والصدقة برهان، والصوم جُنـَّة، والناس غاديان، فغادٍ مُبتاع نفسَهُ، فمُعتقٌ رقبته، وغادٍ بائع ٍنفسه، وموبق ٍرقبته.

أيها الناس: إنه قد حلَّ للمرء في هذه الأيام أن يتمنى الموت, فانه لم تبق من مبيحات تمنيه خصلة إلاَّ هي كائنة فيكم.
فعن عبس الغِفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بادروا بالموت ستاً، إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحُكم، واستخفافاً بالدَّم، وقطيعة الرحم، ونـَشواً يتخذون القرآن مزامير يُقدمونه يُغنيهم، وإن كان أقلَّ منهم فقها.

عباد الله!! قد هان عليكم دينكم, فهنتم على الله، وهنتم على الكافرين. قدمتم الدينار والدرهم على الدين، فأخـَّركم الله، ولأنتم أهون عليه من الجعلان. ألا كنتم كما أمركم ربكم على لسان نبيكم: تبذلون دماءكم دون دينكم، أتحبون النجاة؟ أتشتاقون إلى الجنة؟ إن كنتم صادقين, فكونوا كما طلب منكم نبيكم حين قال: ( إنه يُصيب أمتي آخر الزمان من سلطانهم شدائد, لا ينجو منها إلاَّ رجل عَرَفَ دين الله وصدَّق به، فجاهدَ عليه بلسانه ويده وقلبه، فذاك الذي سبقت له السوابق، ولا تقيموا على الضيم.

واعملوا للتغيير بإنهاض الأمة فكرياً كما صنع رسولكم صلى الله عليه وسلم, فإن حالكم لا يرضى بها حرٌ كريم، ولا يرضى بها إلاَّ الأذلان.

وصدق شاعرنا العربي حين قال:

لَيْسَ يُقِيمُ عَلَى ضيم ٍيُرَادُ بِهِ *** إِلَّا الأَذَلَّانِ: عِيرُ الحيِّ، والوتدُ

هذا على الخسفِ مربوط ٌبرُمَّتِهِ *** وذا يُشَجُّ فَلا يُرثي لهُ أحدُ


واعلموا أيها الناس: إننا في فتنة, لم يرَ المسلمون أعظمَ منها بلاءً وشقاءً، فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.

اللهم ولِّ ديننا من هو أهله، واجمعنا على خيرنا نفسْناً, فإنه لا يخلصنا مما نحن فيه إلاَّ أنت إذا شئت, لا ناصر إلاَّ أنت، فعجل الخير, وارفع الغضب، واجعلنا لرضاك أهلا, ولنصرك محلا, واجعلنا من ورثة جنتك, وأهلاً لنعمتك, واسكنا مولانا قصورها برحمتك, وارزقنا فردوسك الأعلى, يا خير من سُئل, وخير من أجاب.

كتبه لكم أخوكم في الله

الداعي إلى الله بيت المقدس القدس الشريف فبارك الله لنا وللأمة جمعاء بشيخنا الداعي إلى الله وجزاه عنا خيرا






التوقيع :
http://www.azeytouna.net/


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية