إن المسلم في هذه الدنيا تمر به العظات والعبر ،ويرى بنفسه ما يحصل له أو لغيره من قريب أو بعيد من مصائب وبلاء ، ومحن وفتن ، يرى هذه الأشياء ويسمع بها صباح مساء ، وبعض من هذه المصائب يكون على مستوى الأفراد فيما يحصل لهم من مرض أو عاهة أو فقدان عزيز أو ذهاب مال أو غير ذلك .
وبعض منها يكون على مستوى دولة أو أمة بأكملها ، تحل بها مصيبة والعياذ بالله منها ، فكم ترى من شاك ، وكم تسمع من لائم ، هذا يشكو علة ، وذاك يشكو سقما أو حاجة وفقراً . وقد يكون متبرما من اقرب الناس إلية .
تلك هي الدنيا ،تضحك وتبكي ، تجمع وتشتت ..... شدة ورخاء ، سراء وضراء ، دار غرور لمن اغتر بها ، وهي عبرة لمن اعتبر ،تتنوع فيها الابتلاءات وألوان الفتن ،ويبتلى أهلها با لمتضادات من الخير وشر.
إن من عرف حقيقة هذه الدنيا أنها كدر وعناء ،وطن نفسه على احتمال المكاره ، وواجه الأعباء مهما ثقلت ، وحسن ظنه بربه ، وارتجى منه جميل العواقب ،وكريم العطايا .
إن الابتلاءات في الدنيا مكفرات للذنوب ، تحط الخطايا وتذهب الآثام ، ومعرفتها تقتضي الإنابة إلى الله ، والابتعاد عن خلقه ، وهي رحمة وصلوات من المولى الكريم .
اللهم آمنا في أوطاننا ، واحفظ ولاة أمرنا ، ووفقهم لما تحبه وترضاه يا كريم .