(( هذا المقال للكاتب الساخر / منصور عبدالله ))
عنوان المقال : موقعنا من الارهاب
كان يوم أن كان الحادي عشر من سبتمبر تفجيرات هزت أنحاء الأرض..!!
لم يكن الاهتزاز الأرضي الذي خلفه انهيار البرجين بأفظع وأعظم وأشد من الاهتزاز الإعلامي ، ولم تكن حتى الصواريخ والطائرات التي تدك أرض القفر والفقر الأفغاني بأشد من ضجيج الترسانة الإعلامية في أمريكا والغرب والعالم الإسلامي على حد سواء..!!
كيف لا وقد أدخلت أمريكا من شاءت من قوى العالم في ثقب الإبرة..!!
وليست هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها أمريكا من تشاء في ثقب الإبرة..ولكن !!! في كل مرة ثقب جديد لإبرة جديدة كان آخرها إبرة الإرهاب وثقبها المتسع...!!
كان يا ماكان في تلك الفترة مفكرون وسياسيون وإعلاميون هالهم الضجيج الإعلامي والترسانة التي كانت تسبح بحمد " الصليب " الأمريكي، فكانوا يبررون غضبته " الرومية " بحجة العدوان الغاشم الذي تعرضت له بنيته الحضارية، وهو في حالة دفاع عن النفس تبرر له أن يفعل ما يشاء كيفما شاء ووقت ما يشاء..!! فالحالة خطيرة ولا مجال لحجب الحقيقة...!!
في تلك الفترة من حكاية كان يا مكان " السبتمبرية " كنا مذهولين من كل ما يدور حولنا فالصفعة الإعلامية أخلت توازننا... والتبريرات كانت ما تفتأ تعانق أسماعنا وأبصارنا بالصوت والصورة...!!
لذلك لا عجب حين يقول من يقول وقتها إننا إرهاب مرفوع وعلامة رفعه أبراج نيويورك المتساقطة...!!
قد نعذرهم في تلك الفترة من الحكاية ..!! لكن هل انتهت الحكاية " السبتمبرية " المشؤومة أما مازال سيناريو الحدث وحباله بأصابع " الحاوي " ..!!
والآن ..!!
ونحن في مرحلة جعلت أمريكا من نفسها الجزار الذي ينتقي من القطيع ما يروق " لشفرته " الحادة ...وليس القطيع القابع تحت رحمة " الشفرة " الأمريكية " إلا هذه الأمة المغلوب على أمرها ... في ظل غياب الأمر وولاته في عرف الثقافة الإسلامية.
هذه المرحلة التي جعلت " الجزار الأمريكي " يشير بشفرته إلى عنق " الثور " العراقي بشراهة منقطعة النظير في عرف الجزارة التاريخية منذ حادثة قابيل وهابيل إلى آخر قطرة دم تنزف من العرق الفلسطيني..!!
وهذا الثور العراقي هل هو الثور الأبيض الذي قال عنه المثل العربي : " أكلنا يوم ( قُصف ) الثور الأبيض "..!!؟؟
وبما أن اللغة الجديدة للسياسة الأمريكية هي لغة الثور والشفرة ...!! فمن سيكون الثور الأحمر والأسود..!!؟؟
وبقية ألوان الطيف وتدريجاتها التي تستهوي ذائقة الجزار الأمريكي..!!
وهل البوصلة هذه المرة تشير إلى الكعبة حقا...!! كما تتحدث أروقة الترسانة الإعلامية والاستخباراتية هنا وهناك... وكما تشير الإشاعات وتصاميم القوائم البريدية...!!
لعله لا يروق لي ولا للكثيرين تصديق الشائعات والتمسك بالخطاب العاطفي ويروقنا العقلانية ... ولكن في ظل جنون الجزار الأمريكي فبإمكانك إعادة البرنامج القديم " صدق أو لا تصدق " واستمتع بخرافات ستراها على أرض " الشفرة "...!!
وقبل أن أخرج من هنا .. وقبل أن تطولني الشفرة اسألوا معي أولئك الذين تعاطفوا مع أمريكا يوم كان ما كان من حكاية سبتمبر اسألوهم الآن ..!!
ما موقعنا من الإرهاب...!!؟؟ اسألوهم إن كانوا ينطقون...!!
((( تحياتي لمن قراه حتى اخر سطر )))
العرض العادي
