العزف على أوتار الذاكرة ... الفعلُ كـان .. !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أمٌ تنتحر , وطفل يحتضر,وقلب يعتصر. . تطلع الشمس .. تغيب الشمس.. يطلع النهار.. يحل الظلام ، والحال كما هي الحال الساعات تمر والأيام تمضي والشهر ينتهي والسنة تكتمل .. تلك هي حالة الأب ذاق الحلو والمر , بل تجرع المرَّ كثيراً أصبحت حالته ناحلة..غزاه الشيب .. ساوره الشك والريب؟! بأنه يعيش في عالمٍ خال ٍ من الإنسانية والرحمة والشفقة!!!!
هو شابٌ في مقتبل عقده الثلاثيني وحصل له ما حصل،تأكد بأنه القدر فلا مناص منه ولا مفر ولكنها الظروف والخوف أيضاً , فهل يعيش القهر على طول الدهر ؟! هل يعيش الكآبة ؟! وهو في عز عنفوانه وشبابه !! تأكد مرة أخرى بأنها الدنيا فدوام الحال من المحال
دخل السجن بسبب سرقة.. فنال جزاءه .. تعذب وضرب كثيراً.. ذاق الإهانة لأنه افتقد للأمانة ولكنه أراد الحياة من جديد فغسل يديه , وطهر فاه , وأقبل على الصلاة وعاهد الله بأن يفتح صفحة جديدة وعيش حياة وليدة.. وليدة اليوم وستبقى بإذن الله على الدوم , ولكنه سرعان ما اصطدم بحياته الجديدة فالكل يزدريه ولا يريده ؟!!
بحث عن وظيفة ليفك ضيقه ويحصل على قوته .. بحث يوم .. يومان.. شهر .. شهر ثم سنة لم يجد وظيفة !!!
لأنه خريج سجن..لأنه صاحب سابقة وفي نظرهم السارق لا يعيش وفاتهم أن آدم ـعليهالسلام ـ قد أخطأ وكل البشر خطـَّاءون ! لم يغفروا زلته أو يرحموا ضعفه ويرأفوا بحالته !! حُكِمَ عليه بالموت البطيء .. بالذل والحرمان على مر الزمان .
إذاً الحكم الذي صدر بحقه جائر ظالم ,فبدلاً من الإصلاح أصبح التدمير ,وبدلاً من البناء صار الهدم والتعزير , فالأم التي تنتحر , والطفل الذي يحتضر , والقلب الذي يعتصر .. سببه: « كان الأب سارقاً »
فهذه الجملة دمرت مستقبل أُسرة أرادت وتريد العيش والأمان .. فبات مصيرهم الموت .. لأن الأب كان سارقاً !!
******** نواف عرعر ********
وإني وإن كنتُ الأخير زمانه لآتٍ *** بما لم تستطعه الأوائل