.
هاتان قصتان من القصص العربية القديمة أطرحهما بين ايديكم لقرائتها .
وتلبية لطلب الأخ طلال المعروف بسطام في مشاركة العضو المدلل في قسم استراحة الود
.
ابـنــة الخــواضــة
يُحْكَى أَنَّ رَجُلاً طَلَّقَ إِمْرَأَتَهُ بَعْدَ أَنْ شَكَّ فيِ نَزَاهَتِهَا وَعِفَّتِهَا ، وَكَانَتْ قَدْ أَنْجَبَتْ لَهُ بِنْتاً فَتَرَكَتْهَا عِنْدَهُ وَعَادَتْ إِلىَ أَهْلِهَا ، وَعَاشَتِ اۘلطِّفْلَةُ فيِ كَنَفِ وَالِدِهَا ، وَبَعْدَ أَنْ أَصْبَحَتْ صَبِيَّةً أَخَذَتْ تَرْعَى مَعَهُ اۘلإِبْلَ ، وَفيِ أَحَدِ اۘلأَيَّامِ وَبَعْدَ مُرُورِ فَتْرَةٍ مِنَ اۘلزَّمَنِ ، سَقَطَتْ أَمْطَارٌ غَزِيرَةٌ وَسَالَتِ اۘلأَوْدِيَةُ وَاۘمْتَلَأَتِ اۘلْغُدْرَانُ ، وَأَرَادَ اۘلرَّجُلُ أَنْ يَعْبُرَ مَعَ إِبْلِهِ أَحَدَ اۘلأَوْدِيَةِ اۘلَّذِي كَانَ يَسِيلُ بِاۘلْمَاءِ ، لِيَعْبُرَ إِلىَ اۘلْجِهَةِ اۘلأُخْرَى حَيْثُ تَرْعَى إِبْلُهُ ، وَلَكِنَّ اۘلسَّيْلَ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَمَنَعَهُ مِنَ اۘلْعُبُورِ فَتَرَاجَعَتِ اۘلإِبْلُ لاَ تَجْسُرُ عَلىَ عُبُورِ اۘلْوَادِي، فَقَالَتْ اِبْنَتُهُ : اَمْسِكْ اَلْبَقرَةَ اۘلْفُلاَنِيَّةَ وَاۘدْفَعْهَا أَمَامَ اۘلإِبْلِ فَسَتَخُوضُ اۘلْمَاءَ ِلأَنَّ أُمَّهَا كَانَتْ خَوَّاضَةً تَخُوضُ اۘلْمَاءَ ، فَقَالَ لَهَا : هَلْ أَنْتِ مُتَأَكِّدَةٌ مِنْ ذَلِكَ . فَقَالَتْ نَعَمْ،
فَأَمْسَكَ بِاۘلْبَقرَةِ وَدَفَعَهَا أَمَامَ اۘلإِبْلِ فَخَاضَتِ اۘلْمَاءَ وَعَبَرَتْ إِلىَ اۘلْجِهَةِ اۘلأُخْرَى وَتَبِعَتْهَا اۘلإِبْلُ وَعَبَرَتْ وَرَاءَهَا ، وَرَبَطَ اۘلرَّجُلُ نَفْسَهُ وَرَبَطَ اۘبْنَتَهُ مَعَهُ بِحَبْلٍ وَعَبَرَ اۘلْمَاءَ وَعِنْدَمَا أَصْبَحَ فِي وَسْطِ اۘلسَّيْلِ قَالَ لَهَا كَيْفَ عَرَفْتِ يَا اۘبْنَتِي أَنَّ اۘلْبَقرَةَ اۘلْفُلاَنِيَّةَ سَتَخوُضُ اۘلْمَاءَ، فَقَالَتْ : لَقَدْ كَانَتْ أُمُّهَا خَوَّاضَةً وَبِنْتُ اۘلْخَوَّاضَةِ خَوَّاضَةٌ كَأُمِّهَا ، فَقَالَ : صَدَقْتِ يَا اۘبْنَتِي ، ثُمَّ قَطَعَ اۘلْحَبْلَ بِهَا وَدَفَعَهَا فَاۘبْتَلَعَتْهَا اۘلْمِيَاهُ وَأَخَذَهَا اۘلسَّيْلُ .
بين حانة ومانة ضاعت لحانا
" تزوج رجل بامرأتين.. إحداهما اسمها "حانة" والثانية اسمها "مانة"..
وحانة كانت صغيرة السن عمرها لا يتجاوز العشرين..
بخلاف مانه التي كان عمرها يزيد عن الخمسين والشيب لعب برأسها..
فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته
وتنـزع منها كل شعرة بيضاء
وتقول : يصعب علي عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت ما زلت شاباً..
ويذهب عند مانة
فتمسك هي الاخرى لحيته وتنـزع منها الشعرالأسود
وتقول: يكدرني أن أرى شعراً أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر..
ودام حال الرجل على هذا المنوال حتى نظر بالمرآة يوماً
فرأى بها - لحيته - نقصاً عظيماً.. فمسكها بعنف وقال :
"بين حانةومانة ضاعت لحانا"
.فذهب قوله مثلاً