هل أدلـُّكِ سيدتي
هل أدلـُّكِ على طريقة في فن تعذيب البشر
هيا تعالي
تعالي إذا ً ولا تترددي
فمثلكِ لا يستشعر العطر في شم الورود
ولا يقدر أن يرى جمال الطبيعة في الشجر
غير التمتع تحت فيئ ظلالها
وقبل المغيب بلحظة
يعمد ناكر المعروف إلى كسر أغصانها
وإحراق أوراقها
ثم أتمزق غيظا أنا
وأعجب من قسوة القلوب في البشر
إسمعي يا سيدتي
ولا تعجبي من وصفتي
فأنا مفلسٌ كما تعلمين
ولا أملك حيلة
وليس لي قوة
سوى التهكم على الحب في القصائد
وأشكو منك شر بلية قد أضحكت مصابي
فتقبلي من فضل احقادك هديتي
واقتلي بيديك سعادتي
واعلمي أنه عندما لا تكتفي بتقطيع أوصال الحنين
في قلبي
وحجب الرؤية عن عيني
وإخراس لساني
عندما لا يشفي غليلك
قلع جذور محبتي
وبتر عظام استقامتي
عندما لا يمنعك الغرور وأد عزتي
وتستبيحين جرح كرامتي
ولا تشفقين علي من ذل وهوان
فلا تترددي
وذوبي الحديد في قدور الجحيم
وصبيها داخل فمي
ولو أتعبك حملي الثقيل
فاقطعي رأس أحلامي
وضعيها في صواريخ جنونك
ثم فجريها
وأطلقيها نحو البحار المتجمدة
وهناك ألقيني
وأعلني موت حرارتي
ولن أطالبك تكليف عزائي
ولو أنه لم يجديك نفع
جمودي وبرودي
فاجمعي الحطب من جديد
وأوقدي النار على جسدي
واحرقيني
وانثري في الهواء رماد أفكاري
وتذكري
تذكري يديك التي أحرقتني
وتذكري كيف تشوه جسمي
واختل التوازن في جمال وجه المعاني
وقبل أن تأذني بنسفي
من على أرضك التي رفضت
زرع نباتي
ولم تهتدي يوما إلى ازمنة احتوائي
وفهمي
أقولها لك بأعلى أصواتي
إفعلي ما شئت من إفراط
فلن يضر الميت إعدام وتجويع
ولن يخيفه بعد حرمان
وتذكري دوما تلك اليدين التي أحرقتني
تذكري
ولا تنسي
مرارة ظلم عنك أبعدتني
تذكري
تلك الأنامل التي أمسكت
بعيدان الكبريت وأشعلتني
العرض العادي
