كانت نضرتها غير مفهومة ... لا أزال اذكر تلك الأعين وما فيها من علامات .. اللهفة .. الشوق .. والفرح . . . ولكن اكثر ما شدني علامات الخوف ... والخوف من الجديد .... !
هناك . . . وقفت
هناك بعيدة عني ولكنها كانت تنتظر أن اقترب منها .
اقتربت ... اكثر ... فأكثر ... فأكثر ... فأكثر . . . – آه كم هي بريئة وصغيرة . . . وخائفة – لم تستطع أن تبقى في مكانها وكأن رجلاها سارت بها رغما عن قلبها ... وابتعدت .. اكثر.. فأكثر.. وأنا لازلت ألاحقها بناضري ... وأخيرا وقفت .. نعم .. وقفت ..!
آه لازلت اذكر أين وقفت ... وقفت تحت أغصان تلك الشجرة التي زاد من جمالها ورونقها وقوف حبيبتي إلى جنبها ...
اتجهت إليها ومسرعا هذه المرة لاقطع عليها حبل الخوف .
و. . . مسكت يدها . . . ( آه كم كانت ناعمة )
لا ... لا أستطيع أن اذكر أول كلمة قلتها لها ا و أول كلمتا قالتها لي ... ولكني أتستطيع أن اذكر جيدا أننا لم نكن وقتها نعيش في عالم الثلاثة أبعاد .
كنا بعالم آخر . . . عالم لنا وحدنا . . . عالم لم ادخله من قبل . . . واجزم أنني لن ادخله بعد ذالك اليوم .
كان كل شيء من حولنا وكانة مسرور بلقائنا . . . فالأزهار تفتحت . . والشمس تنقبت . . والريح هدئت . . والنسيم بدء يتسرب . . والمزن هدئ من نزوله وكأنة يريد أن يسمع همساتنا . . . .
جلست بجانبي على شاطئ البحر . . . و ... مسكت يدي .. نظرت إلي عيناي ( وقتها أحسست بالخوف ) وسألتني سؤال لم أتوقع أن تطرحه علي أبدا .. أبدا .. أبدا
سألتني هل ... تحبني . . . ؟
أحسست بقشعريرة تسري بجسدي وبرود تام بأطرافي وفي لحضه أحسست أن كل المفردات التي احفضها شردت مني ... ولكنني استجمعت كل مابقي لي من قوة واجبتها ... لا ... لا احبك. . !
- يا لصراحة الحجرية – لم يكن باستطاعتي أن اخدعها . . . أنزلت ناظريها من ناظري . . . وأحسست بقبضة يدها لي قد خفت وخفت حتى أفلتتها . . . وقتها وضعت يدي تحت ذقنها ورفعت ناظراها إلي وقلت لها . . . بل أموت فيك .
رأيتها . . .لم تستطيع أن تخفيها عني .. تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتاها وذالك اللون الأحمر الذي ارتسم على خديها ورفعت بيدها ما سقط من شعرها على وجهها . . لتتلاشى علامات الدلع والرضى في تقاسيم وجهها .
بعدها استلمت أنا دفت الحديث وبدأت أتكلم . . . أتكلم . . . أتكلم . . . لتوقفني بسؤال جديد . . من أنت . . ؟
هذا هو السؤال الذي كنت منتظر أن تسئلة لأعطيها درسا ساخنا في الغزل لأملك من خلال هذا الدرس ما تبقى منها . . . أجبتها ...
أنا من أضاع عمرة في هواك . . وباع روحة فداك .
أنا الليل وأنتي فجري . . أنا القمر وأنتي شمسي . . أنا الروح وأنتي جسدي . . أنا الحب وأنتي عشقي . . .أنا وباختصار . .
نفسك .. شئتي أم ابيتي . . لاني إذا لم تحتويني . . سأحتويكي .
هزت رأسها وقامت وهمست في أذني .. لم افهم من ما قلت شيء ولكني أستطيع أن أقول لك إنني . . احبك .
وذهبت . . وبدأت تتلاشى في آفاق البعد ولم يزل قلبي يلاحقها قبل عيناي ولم يقطع حبل اتصالي بها سوء. . .
صوتا انعم وارق صوتا . . لم اسمع مثله بهذا العالم ولن اسمع مثله صوتا جاني من عالم آخر . . قم . . قم . . قم
وكان صوت والدتي توقضني لصلاة الفجر . .
لأستيقض بعدها ولأيقن انه كان حلم ولكنة حلم على ارض الواقع.
[sound]http://www.6rb.com/arab/iraq/kathem/kathem..al-bar7ah.ram[/sound]