هل يمكن تنفيذ هذه الخطوة لإنقاذنا من عربة الموت؟
في وقت يترقب سكان العاصمة السعودية الرياض بقلق كبير ما سيسفر عنه إعلان وزارة الداخلية عبر تحذيرها من السيارة المفخخة التي يعتزم إرهابيون من خلالها تنفيذ عملية إجرامية، قد تكون الأخطر من نوعها منذ تفجيرات الثاني عشر من مايو العام الماضي، فأن هناك خطوة جوهرية يمكن للأجهزة الأمنية الأقدام عليها، بشكل سريع وحاسم، حماية للأرواح البشرية والممتلكات المادية
والخطوة المرتقبة، والضرورية من وجهة نظري، هو أقدام الأجهزة الأمنية على تفتيش وتمشيط جميع المساكن الخاصة، والاستراحات العامة، بحثاً عن "عربة الموت" التي لن يصعب اكتشافها أن أقدمت المؤسسة الأمنية، بمشاركة جميع أجهزتها، في البحث الدقيق عنها في أرجاء الرياض
وهذه الخطوة، تحمل مبررات أمنية، ومسوغات قانونية، في ضل خطر داهم يحيط بالجميع في أي لحظة، ولا يمكن أن يبعث هذا الأمر، بأي شكل من الأشكال، على تململ أي كائن من كان، عدا الإرهابيين ومؤيديهم، وهؤلاء هم أعداء الوطن والمجتمع وعلى الجميع الوقوف بحزم ووعي، اجتماعيا، ومؤسساتياً، في وجه مخططاتهم المنذرة بالهلاك، أن لم يتم القضاء عليهم عاجلاً
ولعله من المفارقة العجيبة، أن تنشط هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (البوليس الديني) في رصد ومتابعة محلات الألعاب والحلويات والزينة والورود "وتمشيطها" بحثاً عن لون أحمر سواءً تمثل في وردة يانعة، أو مغلف هدية، أو حلوى طرية، بدعوى حماية الأخلاق العامة من عيد الفالنتاين، بينما الدم الرعاف الذي قد يجري في أي لحظة لا يشهد استنفاراً بذات المستوى وذات الطريقة، مع عدم تجاهل التواجد الأمني من قبل الدوريات الأمنية وقوات الطواريء في الشوارع الرئيسة
والحقيقة أن خطوة تمشيط المساكن الخاصة، والأماكن العامة، إن تمت بحرفية وفي وقت وجيز، ستسفر ولا شك عن اكتشاف سيارة الموت التي ستكون متخفية في مرآب إحدى الفلل السكنية،أو داخل أحد الأحواش، أو تربض في استراحة هي وكر لإحدى الخلايا الإرهابية، وجميع تلك الفئات من الأماكن الخاصة والعامة، يمكن طلب النظر إلى داخلها، وبشكل سلس وسريع، دون إزعاج الساكنين أو تعكير صفو المالكين،لأن البحث يتم عن سيارة مفخخة وليس عن زر تفجير، أي أن الجسم سيكون واضح المعالم عبر تفتيش لا يخرق خصوصيات الإنسان
أن الإحساس العام الذي يمكن رصده، بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية، هو مع التعاون الأمني إلى أقصى درجة، لأن الخطر يجري تحت أقدام الجميع ويتهدد حياتهم ومكتسباتهم، وهؤلاء الإرهابيون يريدون هدم المعبد على كل الرؤوس، دون استثناء، فهل من وسيلة ناجعة لقطع الطريق عليهم؟
العرض العادي
