الأحاديث على أن هناك نوعين من أنواع الشفاعة التي تقع في ذلك اليوم
النوع الأول : الشفاعة العظمى: وهي المقام المحمود ، الذي يرغب الأولون والآخرون فيه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليشفع إلى ربه كي يخلص العباد من أهوال المحشر
النوع الثاني: الشفاعة في أهل الذنوب من الموحدين الذين دخلوا النار
وهناك أنواع جاء ذكرها في الأحاديث وهي
الأول والثاني: شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلون الجنة ، وفي آخرين قد أمر بهم إلى النار أن لايدخلوها
الثالث: شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم
الرابع: الشفاعة في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب ، ويمكن أن يستشهد لهذا بحديث عكاشة بن محصن حيث دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، والحديث في الصحيحين
الخامس : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في تخفيف عذاب عمه أبي طالب ، حيث يخرجه الله به إلى ضحضاح من نار يغطي قدميه يغلي لهما دماغه
السادس : شفاعته في الإذن للمؤمنين بدخول الجنة
والشفاعة في أهل الذنوب ليست خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد يشفع النبيون والشهداء والعلماء ، وقد يشفع للمرء أعماله ، ولكن رسولنا صلى الله عليه وسلم له النصيب الأوفر منها ، وقد يشفع غيره أيضا في رفع درجات المؤمنين ، وبقية الأنواع خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم
هذه هي أنواع الشفاعة التي تقع في يوم القيامة ، أما الشفاعة المرفوضة فهي الشفاعة التي يتعامل بها الناس في الدنيا، حيث يشفع الشافع وإن لم يرض الذي شفع عنده ، وقد يكره من شفع عنده على قبول شفاعة الشافعين لعظم منزلتهم وقوتهم وبأسهم ، وهذه هي الشفاعة التي يعتقدها المشركون والنصارى في آلهتهم ويعتقدها المبتدعون من هذه الأمة في مشايخهم ، وقد أكذب الله أصحابها ، فلا أحد يشفع في ذلك اليوم إلا بغذن الله ، ولا يشفع إلا إذا رضي الله عن الشافع والمشفوع ، قال تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ، وقال ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )ا
ولذلك فإن والد إبراهيم لما مات كافرا فإن الله لا يقبل شفاعة خليله فيه في ذلك اليوم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يلقى إبراهيم اباه آزر في يوم القيامة ، وعلى وجه آزر قترة وغبرة ، فيقول له إبراهيم: الم أقل لك لا تعصني ؟ فيقول له ابوه : فاليوم لا أعصيك ، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال لإبراهيم: ما تحت قدميك ؟ فينظر فإذا هو بذيخ متلطخ ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار ) رواه البخاري