اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
تحتفل الدول في انحاء العالم وخاصة الدول العربية والاسلامية باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام، حيث تسخر العديد من الامكانيات في مختلف اقطار العالم للسيطرة على آفة المخدرات والتخفيف من مضارها وتكثيف الجهود لمواجهة هذه المشكلة بكل مخاطرها المتمثلة في التهريب والترويج والاستهلاك والسعي لوضع استراتيجية موحدة للقضاء على هذه الآفة، والوسائل التي تسهل وصولها الى المستخدم مما يسبب ذلك العديد من الخسائر الاقتصادية للدول التي تكون عرضة لترويج هذه السلعة المحرمة، ويتعدى الامر ذلك فقد يسبب تعاطي هذه السموم خسائر بشرية ووقوع العديد من المآسي، اضافة الى التفكك الاجتماعي من جراء التأثيرات النفسية التي يتعرض لها متعاطو المخدرات مما يوقعهم في ادمان على تعاطي هذه الآفة، مما يؤدي ذلك الى التخلي عن القيم الاخلاقية وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف.
وبهذه المناسبة التي يقرع من خلالها ناقوس الخطر وتوضع الاستراتيجيات المختلفة لتوحيد الصفوف للوقوف صفا واحدا لمحاربة المخدرات ومصادرها المختلفة حيث ان مجلس وزراء الداخلية العرب تنبه لهذه المسألة منذ البداية وانتهج ازاءها سياسة متوازنة، تحددت معالمها في الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية التي اعتمدها في عام 1986م وهي التي مازالت تعتبر حتى الآن الاستراتيجية الاساسية المعمول بها في اطار جامعة الدول العربية. وفي سبيل الحد من انتاج المخدرات عملت الدول العربية بمضمون الاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات فانشأت لذلك ادارات متخصصة لمكافحة المخدرات، تعمل فيها كوادر مؤهلة ومدربة كما لجأنا الى تشكيل لجان وطنية في مختلف الدول العربية للغرض نفسه. هذا بالاضافة الى العمل على مساعدة الدول التي توجد فيها زراعات للمخدرات على ابادتها واستبدالها بزراعات مفيدة وكذلك خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية.
وقد اثمرت هذه الجهود الدؤوبة والموفقة التي تبذلها الدول الاعضاء فتحققت نتائج ايجابية ملموسة تمثلت في الحد من استشراء هذه الظاهرة في الوطن العربي ففي عقد التسعينيات بلغ عدد القضايا التي ضبطتها الاجهزة الامنية العربية سواء التي تتعلق بالزراعة او التصنيع او الاتجار او التعاطي اكثر من (288) الف قضية، تورط فيها ما يقارب من (600) الف شخص، كما صادرت تلك الاجهزة خلال الفترة نفسها ما يزيد على مليوني كيلوغرام من الحشيش وحوالي (73) مليون حبة من الكبتاجون، ولنا ان نتصور اذا كانت هذه الكميات من المخدرات والمؤثرات العقلية استعملها ابناؤنا ونفذت الى اجسامهم وعقولهم فماذا سيكون عليه وضعهم الصحي والنفسي والاجتماعي؟.
و اناشد المواطن العربي في هذه المعمورة لكونه هو المتضرر الاول من استهلاك هذه السموم وتعاطيها بغض النظر عن موقعه ان يتحمل مسئولياتها في تحصين نفسه وافراد مجتمعه من اضرار المخدرات ومآسيها، وذلك بالتعاون الجاد والفاعل مع الاجهزة الامنية والمساهمة في التوعية والتبصير بتلك الاضرار، وكشف التجار والمهربين الذين يستخدمون التقنية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الترويج والتصنيع غير المشروعين للمخدرات.
كما تقدر الجهات المعنية لتشديد الرقابة على صرف الادوية والعقاقير التي تخل بتوازن الانسان وتولد لدى المريض الادمان فالانتاج تتزايد مراكزه، والتصنيع تتنوع اساليبه، والتهرب والاخفاء تتجدد مسالكه وطرقه والتعاطي تكثر دوافعه ومبرراته والاتجار بالمخدرات لا يزال مصدر دخل مجز لمافيات وعصابات المخدرات لذا نجد مختلف الدول تواصل جهدها، وتكرس سياساتها وبرامجها لاقتلاع آفة المخدرات الشنيعة من جذورها
وتجدر الاشارة الى ان ظاهرة المخدرات انتاجا وتسويقا واستهلاكا تعتبر معضلة العصر ومشكلة صعبة تواجه مختلف المجتمعات الانسانية ورغم الجهود الدولية والاقليمية العامة في ميدان مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية و ازاء هذا الخطر المتزايد .
ومن أجل مجتمع سليم معافى خالٍ من كل الافات التي تستنزف طاقات الانسان الفكرية والعلمية وكذلك قدراته الانتاجية , فإن هذه البرامج والفعاليات والحملات لابد أن تتخذ صفة الاستمرارية وليست مرتبطة بوقت معين وليكن اليوم العالمي للمخدرات هذا العام هو يوم انطلاقة لبرامج وحملات مستمرة لتتحقق الفائده المرجوه وهي القضاء على هذا المجرم الخطير .
وفي الختام
اسأل الله العلي القدير ان يعافي من ابتلي و ان يبعد شبابنا عن كل من يكيد لهم و ان يقيهم شر هذه السموم .
العرض العادي
