طرق اكتساب الأخلاق :
ينبغي لمن عرف طرق اكتساب الأخلاق الحسنة ، أن يسعىجاهداً من أجل تطبيقها والتحلي بها لتكون بعد ذلك سجية من سجاياه .
ومن أهم هذه الطرق :
أولاً/ مجاهدة النفس : وأعني بمجاهدة النفس : ترويضها على التحلي بأفضل الأخلاق ، والترفع عن سفسافها ، وعندما يجاهد المسلم نفسه من أجل التحلي بالأخلاق الفاضلة ، ومن أجل فعل المأمورات ، والابتعاد عن المنهيات ، فإن الله تعالى يعينه ويهديه إلى الطريق المستقيم ، كما قال تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } سورة العنكبوت (69).
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه : (والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا وهذا يتناول بعموم الطاعة جميع الأقوال ) . وقيل { لنهدينهم سبلنا} ( سبل السير إلينا ، والوصول إلى جنابنا ، أو لنـزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقاً لسلوكها ) .
ثانياً/ الدعاء : والدعاء هو السلاح الذي يستطيع من خلاله المسلم تحقيق الكثير، إذا اقترن بالإ خلاص والعمل الجاد ، ففي الحديث الطويل عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "... اللَّهُمَّ أنْتَ الْمَلِكُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ ... الحديث " . فينبغي للمسلم أن يلجأ إلى الله تعالى ويسأله أن يهديه لأحسن الأخلاق ، ويصرف عنه سيئها ، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى قريب مجيب .
ثالثاً/ البيئة الصالحة : فالبيئة التي يعيش فيها الإنسان غالباً ما تؤثر عليه تأثيراً مباشراً في أخلاقه وسلوكه ، فإذا كان الإنسان يعيش في أسرة مستقيمة ،وفي مجتمع يتمسك بأخلاقيات وسلوكيات فاضلة ، فإن هذا دافع كبير في تحليه بتلك الأخلاق التي عاشها في أسرته ومجتمعه .
رابعاً / مجالسة الصالحين : ففي مجالستهم والاقتداء بهم الخير الكثير ، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على اختيار الجليس الصالح والابتعاد عن جليس السوء ومثل على كل واحد منهما ففي الحديث الذي رواه أبو مُوسَىرضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْه ،ُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً " (وفي الحديث النهى عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا ، والترغيب في مجالسة من ينتفع بمجالسته فيهما ) . "وفيه تمثيله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك ، والجليس السوء بنافخ الكير، وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة )
هذه بعض الطرق التي تعين بعد توفيق الله تعالى على التحلي بمكارم الأخلاق .