تحاور ذاتها
وتستلهم مشاعرها
لتعزف إحساسها
بتناغم فريد
لا يتقنه سوى أناملها
ولا يسمعه سوى عالمها
لأنها لا تسمح لأحد بدخول عالمها
ولكن كلماتها تشير إلى غموض يلبسها
لا تستطيع أن تحكم السيطرة عليه
لأن الغموض يلبسها وليست هي من تلبسه
فهي تعرف أن الظروف أقوى من طاقاتها
وأن القيود تشوه جمال روعة أحلامها
مميزة في معاركها مع الواقع
ومتميزة في حوارها مع ذاتها
تتحدى دائما كل القيود
وتؤمن بإختراق ذاك المستحيل
لتروي لنا
أسطورة إمرأة
مؤمنة بذاتها
واثقة من فرض كيانها
هكذا تسكن وهكذا تعيش
قلبها يتحدى الحصار
وفكرها يعزف أجمل الكلمات
وقلبها ينزف بأروع الأمنيات
لتعزف نعمة من قلمها
وتنزف معاني من قلبها
وترسم كلمة من فكرها
ولكن
هل من سامع لصدى تلك النغمات
هل من قارئ متمكن لحروف ذاتها
حتى لو وجدت أقلاما تشاركها
ستبقى همتها
ماضية في سبيل قتل القيود
لتنشد الحرية عنوانا لحياتها
ولكن تبقى الحقيقة قاسية
لتحكم عليها الحياة
بحضور الزمن
وأمام الدهر
لينطق الحكم في الأخير
.. أنتــــي مقيــــــــــدة ..
وهل تعلمون ما معنى مقيدة
أن تكون أمنياتها خلف الأسوار
أن تكون أحلامها محكوم عليها بالإعدام
أن تكون أغنياتها صامتة
لذلك إرتضت الغموض في عالمها
ليس خوفا من الواقع
وإنما إحتراما للماضي
لتقاوم بإحترامها لماضيها لهيب مستقبلها
إرتضت الغموض
لتبحر في سماء عاطفتها
والتي لا يستطيع ترجمتها سوى غموضها
فعاطفتها جياشة
تلك التي تسكن في دهاليز قلبها
والذي لم ولن يتقن ترجمته سواها
ولكنها لا تريد أن ترسم عاطفتها
وتتنازل عن جموح أسرارها
فلو تنازلت عن تلك العاطفة
سيتنازل عنها غموضها
لأن الغموض يلبسها وليست هي من تلبسه
لأن ظروفها أشد من أحلامها
لتعيش قريرة العين في عالمها
وتبهر العالم بغموض يحيّر فضولهم
فهي لا تريد لغموض عاطفتها أن يعرفه أحد
لأنها تعلم أن غموضها هو سر إبداعها
فأي عاطفة تحرس غموض تلك المرأة
ربما كانت إمرأة تعيش خلف الأسوار
أو
كانت إمرأة تعزف أمنياتها على ضفاف نهر أحلامها
لذلك أصبحت أسيرة لذاتها
ترى كل يوم كيف الواقع يقتلع أمنياتها
وكيف الحاضر المؤلم يفترس أحلامها
فكيف تنشد الحرية
وأحلامها مسلوبة
وأمنياتها مقتولة
وجمال كيانها يهدمه الزمن في كل ساعة
قتال مع الزمن
ومعارك مع الذات
أنشودة حلم
وأمنيات في كل يوم تنتحر أمامها
لأن أمنياتها مسنودة على أرفف السراب
هناك
إرتضت الغموض
بعيدا عن حماقات الزمن
بعيدا عن ويلات الدهر
لترسم بريشة قلمها
لترسم كلمة محترقة
وتسيل منها دمعة ملتهبة
فيسودها حزن قاتم
ويغمرها حرفها الثائر
وهنا
أمام كلمات من حبر قلبها
تحدثت
تكلمت
أفصحت
عن غموضها
وهي عاطفتها الجياشة
والتي تسكن في قلبها
وكانت تظن أن الغموض تخلى عنها
حينما أسدلت الستار عن عالمها
ولم تعلم أن الغموض تشرف بجمال صمتها
ليعلن الغموض هزيمته أمامها
فيجعلها هي من تلبسه لا هو من يلبسها
لتلبسه أغلى فستان
وترسمه بكلمات قطفتها من أجمل بساتين الأرض
كيف لا
وقد نالت جزءا من حريتها
حينما إستطاعت أن تتحكم في غموضها
فبات عالمها حرا طليقا إلى قلبها
لتدخل عالمها كيف ما أرادت
وتخبئه عن الزمن متى ما أمرت لها نفسها
هكذا كان الغموض يحتويها
وهكذا إنتصرت على مخالب الدهر
لتحتوي بقلبها وجمال عاطفتها ذاك الغموض
ولكن
لازالت
وستزال
بإنتظار يوم ليس مثله أي يوم
حينما يزفها ذاك الغموض ليمنحها وسام حريتها
لتستبدل نزف آهاتها
بعزف أمنياتها
لترسم بريشة أحلامها جمال حاضرها
غموض إمرأة
إهداء إلى أنثى تسكن في إحدى زوايا هذا الزمن
فائق أمنياتي
لـورانس
العرض العادي
