قالت وفي عينها من رمشها كحل**قف وانتظرني فقد أودى بي الحول
أنا الغريبة يا عمري وكم نــظرت**إليك عيـــــــني بقلب ملؤه الوجل....
أنا المحبة والولهى على مضـــــــض**فكن رحيمـــــا وقف يا أيها الرجل
لا تتركني فإني بت مغرمـــــــــــة**بحسن وجهـــــك لما اختاره الخجل
صددت عني فكاد الصد يقتلـــني**وغبت عني فكــــــــاد العقل يختبل
فكرت أنساك لكني كواهــــــــمة**ظنـــت بأن قلوب الغيد تنتقل
فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما**علـــمت قلبي إلا فيك يشتغل
ينام كل الورى حولي ولا أحـــــد**يدري بأن فؤادي منك يشتعل
فكن شفوقاً وجد لي بالوصال فمـا**أريـد غيرك أنت الحب والأمل
جد لي ولا تك مـــغرورا فما أحد**رأى جــــمالي إلا اغتاله الغزل
ألا ترى قدي المياس لو نظــــرت**إليه أجمل مـن في الأرض تختجل
ووجهي الشمس هل للشمس بارقة**إذا شخــصت إليها فهي ترتحل
فقلت والحزن مرسوم على شـــفتي **وفي فــــؤادي من أقوالها دخل
أختاه لا تهتكي ستر الــــحياء ولا**تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا
والله لو كنت من حور الجــنان لما**نظرت نحوك مهما غرني الهدل
أختاه إني أخاف الله فاســـتتري **ولتعلــــمي أنني بالدين مشتمل
تمسكي بكتاب الله واعتصـــــمي**ولا تكوني كمن أغراهم الأجل
أختاه كوني كأسماء التي صـــبرت **وأم ياســــــر لما ضامها الجهل
كوني كفاطمة الزهراء مؤمنـــــــة**ولتعلمي أنــــها الدنيا لها بدل
كوني كزوجات خير الخلق كلّهمو**من علم الـناس أن الآفة الزلل
من صانت العرض تحيا وهي شامخة**ومن أضاعـته ماتت وهي تنتعل
كل الجراحات تشفى وهي نافـــذة**ونافذ العرض لا تجدي له الحيل
من أحصـنت فرجها كانت مجاهدة **كمريم ابنة عمران التي سألوا
ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة**تريـد تسير من قد عاقه الشلل
أختاه من كانت العلياء غاــــيته**فـــــليس ينظر إلا حيث تحتمل
أختاه من همه الدنيا سيخسرها**ومن إلى الله يسعى سوف يتصل
أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنــــا **وســــوف نسأل عما خانة المقل
أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي**ولا يـــــغرنك الإطراء والدجل
توبي إلى الله من ذنب وقعت به **وراجعي النفس إن الجرح يندمل