وقد تنبه الكثيرون إلى مشكلة التعويل على جهات أجنبية في إحداث التنمية داخل الدول النامية؛ لذا برزت بعض التجارب الذاتية الأفريقية التي رصدتها منظمة الأغذية والزراعة FAO وتستحق أن نسلط عليها الضوء، مثل ما تقوم به الإذاعات المحلية بجنوب أفريقيا من نشر كافة المعلومات والأسعار اليومية عن المنتجات الزراعية عبر مواقع متخصصة مثل www.safex.co.za وشبكة www.agritel.co.za؛ لتضمن ربط المزارعين بالتجار ليس فقط محليًّا، بل عالميًّا أيضًا.
وهناك مثال آخر من الجابون فهناك موظف يتجول في القرى ويحمل تليفون محمول يجمع الأسعار ويعقد صفقات بين البائع والمشتري من خلال التليفون المحمول كتجربة مصغرة للتجارة الإلكترونية.
أما في مالي فهناك تجربة أكثر نضجًا تطبق بثماني وحدات موزعة على مناطق مختلفة من الدولة ومربوطة بشبكة داخلية إذاعية وهاتفية ومزودة بأجهزة modem مودم يتم عبر تلك الوحدات تبادل الأسعار وعروض الشراء والبيع على الحاصلات الزراعية لحظيًّا.
ورغم كل تلك التجارب المتفرقة التي أشعلت شموعًا في ظلمة الواقع الإفريقي فإن القارة تحتاج للكثير من تلك الأفكار التطبيقية التي تستغل ثورة المعلومات لصالح شعوبها الفقيرة، خاصة أن الفجوة الرقمية متواجدة أيضًا بين الدول الأفريقية بعضها وبعض، فأغلب معدلات النمو في القارة تتركز أغلبها في أربع دول على الأكثر وهي بالترتيب جنوب أفريقيا، مصر، المغرب، وتونس.
وتلك الدول التي تملك معدلات أعلى للتنمية عليها دور هام لتأخذ بيد بقية الشعوب الأفريقية لتكون التنمية الأفريقية قضية عامة مشتركة، أو بمعنى آخر قضية أفريقية خالصة. فمهما أبدت دول العالم والمنظمات الدولية من تعاطف مع قضاياها إلا أن مصير القارة السمراء متوقف على كفاءة وقدرة شعوبها على أن تتحد وتتعاون لضمان مستقبل أفضل.
العرض العادي
